أثر برس

غموض في موقف واشنطن.. كيف سترسم إدارة ترمب سياستها إزاء سوريا؟

by admin Press

أبدت الإدارة الأمريكية مواقف غير واضحة إزاء إدارة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، ففي الوقت الذي أشار فيه المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيفن ويتكوف، إلى أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، تغيّر عمّا كان عليه في السابق، وأن سوريا قد تطبع العلاقات مع “إسرائيل”، لفتت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، إلى أن واشنطن لم تحسم موقفها بعد من إدارة الشرع، وقالت : “إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تراقب تصرفات القادة السوريين الجدد في الوقت الذي تحدد فيه واشنطن سياستها المستقبلية”، إلى جانب ورود تسريبات عدة حول دور واشنطن في ملفات سورية عالقة عدة، مما جعل الموقف الأمريكي من إدارة الرئيس الشرع، غير واضحاً.

في هذا الصدد، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الباحث السياسي السوري، علي العبد لله، أن “تصريح ويتكوف المتعلق بأن التطبيع بات احتمالاً حقيقياً، هو إعلان موقف أكثر منه تقديراً للموقف، وهذا تعبير عن توجه أمريكي لصياغة الشرق الأوسط من ضمن تصور شامل لصياغة التوازنات في أكثر من إقليم، وذلك للتفرغ لمواجهة الصين في مجالات السياسة والاقتصاد، خاصة التقنيات الدقيقة، من خلال السيطرة على المواد الخامة النادرة المهمة في هذا المجال، وعلى الممرات المائية لتطويق الصين والحد من تمددها الجيوسياسي والاقتصادي”.

وأكد العبد الله “أن في هذا السياق يأتي الحديث عن تطبيع سوريا ولبنان مع إسرائيل كدعوة واستثمار للظروف القائمة، خاصة حاجة سوريا لرفع العقوبات الأمريكية، لأن بقاءها يمنع الدول الأخرى من التعامل مع سوريا والاستثمار فيها، ما يبقيها مدمرة وعاجزة عن تلبية متطلبات الحياة والاستمرار” وفق ما نقلته “الشرق الأوسط”.

من جهته، يرى المحلل السياسي أحمد طعمة، في تصريح لموقع قناة “روسيا اليوم” أن “الملف السوري ليس على رأس اهتمامات إدارة الرئيس ترامب ولا يشكل الملف الثاني أو الثالث حتى، في وقت رهنت فيه هذه الإدارة جهودها من أجل التماهي مع المطالب الإسرائيلية المنتشية بما حققته من إنجازات سياسية وميدانية خلال العامين المنصرمين”.

وأضاف أن “مما زاد في الطين بلة وفق طعمة وقوع أحداث الساحل السوري والانتشار الكثيف لفيديوهات القتل على الهوية المذهبية من قبل المشاركين في الهجوم”.

وأشار طعمة إلى أن “وجود انقسام أمريكي كبير حول العلاقة المفترضة مع الشرع” لافتاً إلى أن “انقسام مستجد بعدما بدت العلاقة في خطواتها الأولى وكأنها تسير في الاتجاه الصحيح فمن جانب تريد وزارة الخارجية الأمريكية الانخراط في حوار سياسي مع الإدارة الجديدة وتعيين مبعوث أمريكي خاص إلى سوريا يتولى التواصل المباشر مع الشرع وفريقه وقد أسندتها في ذلك قوى إقليمية تقف المملكة العربية السعودية وتركيا في مقدمتها، فيما تبدو وزارة الدفاع الأمريكية أكثر تشدداً حيث ترغب أن يؤول الحوار مع الشرع إلى خطوات عملية تتمثل في موافقته على اندماج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري الجديد وتوفير انسحاب أمريكي مشرف من سوريا إذا ما قرر الرئيس ترامب ترجمة أحاديثه المتفرقة عن ذلك إلى واقع فضلا عن الإبقاء على تعاون محدود بخصوص محاربة تنظيم داعش وعدم السماح له بالعودة مجدداً للنشاط والعمل عقب خروج الأمريكيين المحتمل من سوريا”.

كما نقل موقع “عربي 21″ عن مراقبون إشارتهم إلى أن “هناك تبايناً واضحاً بين الموقفين الأوروبي والأمريكي تجاه التحول السوري، فأوروبا تسير نحو انفتاح متزايد، مدفوعاً بعوامل مثل ملف الهجرة والأمن القومي، بينما تتخذ الولايات المتحدة موقفا أكثر حذراً وتتجنب الانخراط المباشر المعلن في الشأن السوري من خلال تفويض عدد من الدول الإقليمية وفي مقدمتها تركيا لإدارة الملف السوري”.

وأضاف المراقبون أن “رغم عدم انخراط واشنطن بالملف السوري مقارنة بأوروبا، إلا أن الدور الأمريكي يبدو فاعلاً بشكل أكبر في الحراك الدبلوماسي خلف الكواليس، حيث أشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط لإتمام اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في الدولة السورية الجديدة”.

بدوره، أشار الباحث في مركز أبعاد للدراسات فراس فحام، إلى أنه لا يرى توجهاً لدى الإدارة الأمريكية للانخراط المباشر في الملف السوري، مرجحاً أن “خلال الفترة المقبلة، بعد إنجاز الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، فقد يكون هناك إعادة انتشار للقوات الأمريكية في سوريا” وفق ما نقله “عربي21”.

يشار إلى أنه في الوقت الذي لم تُبدِ فيه واشنطن موقفاً واضحاً من إدارة الرئيس الشرع، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس: “إن هناك توقعات بشأن إعفاءات قريبة من الإدارة الأمريكية عن العقوبات المفروضة على سوريا قد يعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، وجاء التصريح الأمريكي في الوقت الذي أكدت الذي تؤكد فيه دمشق أن رفع العقوبات هي خطوة أساسية ومهمة للوصول إلى مرحلة التعافي الاقتصادي.

أثر برس

اقرأ أيضاً