أثر برس

مصياف.. حالات تسمم كبيرة ومياه ملوثة ما السبب؟

by Athr Press

توجه عشرات المواطنين من أهالي وسكان الحي الشرقي في مدينة مصياف مشفى مصياف الوطني للعلاج، نتيجة أعراض تسمّم واضحة بسبب تلوّث مياه إحدى الآبار المغذية للمدينة.

وأكد كل من محمد وإبراهيم وعلي من أهالي الحي الشرقي في مدينة مصياف لـ”سانا” إصابتهم بحالات تسمّم، وذلك بعد شرب المياه من الصنابير الموجودة في منازلهم، حيث شعروا بآلام شديدة في البطن ترافقت بحدوث غثيان وإقياء وإسهال وارتفاع في درجة حرارة الجسم، ما استدعى نقلهم إلى مشفى مصياف الوطني لتلقي العلاج.

وأكد مدير الهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني الدكتور ماهر يونس أنّ “أعراض الحالات الصحية التي تم إسعافها للمشفى وعددها نحو 120 تبين أنها حالات تسمم باعتبار أن العامل المشترك لها التهاب أمعاء وإسهال وإقياء حاد، والعامل الثاني هو أن جميع الإصابات تقطن في تجمع سكني واحد هو الحي الشرقي”، مشيراً إلى أنه “تم تقديم جميع الإسعافات والأدوية الطبية للمصابين الذين تماثلوا للشفاء بعد مضي نحو 48 ساعة من إسعافهم مع إبقاء 6 حالات لمراقبة علاجهم وتعافيهم بشكل تام”.

ودعا الدكتور يونس جميع من تعرّض للتسمم ولم يراجع مشفى مصياف الوطني وتلقى العلاج في عدد من المشافي الخاصة أو الصيدليات لمراجعة مشفى مصياف لمتابعة حالته وتوصيفها وتوثيقها حرصاً على استقرار وضعه الصحي وتعافيه من الإصابة تماماً.

وقال مدير صحة حماة الدكتورعامر سلطان: “إنه فور الاشتباه بوقوع حالات تسمم ومراجعة عشرات المصابين مشفى مصياف الوطني تم القيام بجولة إشرافية مع فريق من دائرة برامج الصحة العامة إلى المنطقة الصحية بمصياف لتسجيل ومتابعة الحالات المرضية في المشفى والمراكز الصحية والمشافي الخاصة والصيدليات حيث تبين حدوث حالات تسمم بسيطة ومتوسطة عولجت وتحسنت خلال 48 ساعة من إسعافها”.

وأوضح مدير الصحة أنه “تمت متابعة الموضوع وسحب عينات متكررة من مصدر المياه إلى آخر منزل وتحليلها في المخابر وفق معايير معينة تطبقها مديرية الصحة قبل الكلورة، وبعدها ليتضح نتيجة الفحوصات وجود التزام في الكلورة ولكن التسمم حصل نتيجة وصول مياه ملوثة إلى الأنابيب”.

وقال الدكتور قاهر أبو الجدايل رئيس مجلس مدينة مصياف: “إن انتقاء مكان البئر المغذية للحي الشرقي الذي يشتبه تلوث مياهه خاطئ كونه في اخفض نقطة بمدينة مصياف، ما يجعله مصباً لكل سيول الامطار ومنصرفات الشوارع وورشات التصنيع والصيانة، فضلاً عن أنه ملوث بالأساس منذ مئة عام لأنه كان حفرة فنية للصرف الصحي للمدينة قبل إنشاء شبكات للصرف الصحي نافياً أن يكون هناك أي خط للصرف الصحي عليه باعتبار أن اقرب خط يبعد عنه اكثر من 30 متراً ما يدحض فرضية تلوث مياه البئر بمياه المجاري”.

وأشار أبو الجدايل إلى أن “المشكلة التي تسببت بتلوث مياه البئر وهو من اصل 11 بئراً مغذية لمدينة مصياف بمياه الشرب انخفاض مادة الكلور المعقمة للمياه بنسبة تزيد على 4 أضعاف عن الكمية المطلوبة، وذلك وفقاً لتحاليل مخابر مديرية بيئة حماة”، موضحاً أن “هطول الأمطار خلال الأسبوع الماضي وحصول مسيلات مائية أدى إلى زيادة جرعة الجراثيم والفيروسات المحملة فيها والتي صبت في البئر، فضلاً عن انخفاض كلورة المياه وتعقيمها”.

ورأى رئيس مجلس مدينة مصياف أن “الحل في تجنب حدوث تلوث في مياه هذا البئر تتمثل في عزل السيول المائية عنه ورفع نسبة الكلور وحماية البئر”، مشيراً إلى “أن مجلس المدينة قام بتركيب قساطل لابعاد المسيلات المائية عن فوهة البئر”.

اقرأ أيضاً