غاب ذكر مرض أنفلونزا الطيور عن الساحة الطبية لفترة ليست بالطويلة، ولكنه عاد ليشغل حكومات بعض الدول التي أعلنت عن ظهور حالات لهذا المرض، مثل السعودية، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عن قضاء مرض أنفلونزا الطيور على 14 نوعاً من الطيور.
وهذا ما دعى حكومة الإمارات العربية المتحدة إلى حظر استيراد الطيور من المملكة العربية السعودية، فما هو مرض أنفلونزا الطيور، وكيف يتم انتقاله إلى الإنسان؟ دراسة أجراها “مركز النخبة الطبي” عن هذا الفيروس.
ما هو فيروس أنفلونزا الطيور؟
يعتبر الفيروس A الأكثر شيوعاً بين الفيروسات المسببة للأنفلونزا، وهو فيروس متحول يغير تركيبته بين حين وآخر، ما يجعل التطعيم ضده أمراً مستحيلاً.
ويتسبب صنفا الفيروسات H5 وH7، اللذين ينبثقان عن الفيروس A بمرض أنفلونزا قاتل يصيب الطيور البرية بشكل أساسي، وينتقل منها إلى الطيور الداجنة والحيوانات الأخرى كالخنزير، بطريق الاتصال المباشر عن طريق التنفس أو البراز، وبطريقة غير مباشرة بالتعرض إلى مواد تحمل الفيروس، كالماء والطعام.
تاريخ ظهور أنفلونزا الطيور.
ظهرت أنفلونزا الطيور لأول مرة في إيطاليا، منذ أكثر من 100 عام، ولكنه كان مقتصراً على الطيور، كما تفشى الوباء في أمريكا عام 1983، فبدأ في صورة التهاب بسيط بين الدواجن، لكنه خلال أشهر انتشر بشكل واسع بين الدواجن فقامت الحكومة الأمريكية بإعدام 17 مليون طائر، كما انتقل الوباء إلى المكسيك عام 1992.
انتقال المرض إلى الإنسان.
الأصل في مرض أنفلونزا الطيور أنه ينتقل بين الطيور وحيوانات أخرى مثل الخنازير، ولكن حدثت طفرة جينية مكنت الفيروس المسبب لهذا المرض من الانتقال من الطيور إلى الإنسان، عام 1997 حين سجلت 18 إصابة بشرية بالفيروس في هونج كونج، من نوعN1 H5، توفي منهم ستة أشخاص، وبدأ الفيروس بالانتقال بين دول آسيا بشكل خاص ومنها إلى دول العالم.
ويصاب الإنسان بالفيروس بالتعرض المباشر للطيور المصابة أو عن طريق الهواء المحمل بالفيروس، أو أكل لحوم الطيور المصابة “نيئة”، وأكثر الناس عرضة للمرض هم مربو الدواجن وبائعو الطيور والأطباء البيطريين.
هل يمكن انتقال العدوى من إنسان لآخر
حتى الآن لم تسجل حالة إصابة إنسان بالعدوى من إنسان لآخر بعدوى المرض، ولكن هناك مخاوف من حصول طفرة جينية أخرى، تطور الفيروس وتجعله قابلاً للانتقال بين البشر فيصبح وباء تصعب السيطرة عليه لعدم وجود مناعة ضد الفيروس المسبب للمرض في جسم الإنسان.
ويرى اختصاصيون أن ذلك يمكن أن يحدث عند شخص مصاب بالأنفلونزا البشر ويصاب أيضاً بأنفلونزا الطيور، فيحصل تبادل المادة الوراثية بين النوعين ما يجعل الاحتمال قائماً لتوليد فيروس هجين قادر على إحداث وباء بين البشر.
هل يسبب أكل لحم الطيور والبيض المصاب بالفيروس الإصابة بالمرض؟
احتمال الإصابة بالمرض عن طريق أكل اللحم والبيض ضعيف، لأن تأثير الفيروس يختفي بطهي اللحم لدرجة حرارة 60 مئوية لمدة 5 دقائق، ولمدة دقيقة واحدة بدرجة حرارة 100 مئوية، كما أن الفيروس حتى في حال عدم الطهي يتحطم بواسطة حموضة السائل الهضمي.
ما هي أعراض أنفلونزا الطيور؟
أعراضه على الطيور: للمرض أعراض على الطيور هي انعدام النشاط وانتفاش الريش وانتفاخ الجسم وبقع أرجوانية على العرف، مفرزات أنفية، السعال والعطاس، إسهال، وانخفاض في إنتاج البيض، وأحياناً يكون البيض بدون قشور.
أعراض الفيروس على البشر: تشبه أعراض أنفلونزا الطيور أعراض الأنفلونزا العادية، وتظهر بعد فترة حضانة للفيروس مدتها 10 أيام، وهي ارتفاع درجة الحرارة رعشة ورشح وشعور بالإعياء (التعب)، ألم في الجسم، صداع، سعال، احتقان في الحنجرة، آلام في العضلات، التهاب العين، وقد تسبب التهاباً رئوياً يؤدي إلى الموت.
هل يوجد علاج للمرض؟
لا يوجد علاج مباشر لفيروس أنفلونزا الطيور، ولكن يقتصر على معالجة أعراض المرض والحد من تطوره.
المصدر: “مركز النخبة الطبي”.