فرضت انتشار وثائق كانت سرية عن السياسة التي تريد أن تتبعها واشنطن في سوريا، الكشف عن المزيد من الحقائق حول هذه الأعمال، خصوصاً بأن هذه الوثائق تزامنت مع حدثين كانا منتظرين ولقيا اهتماماً بارزاً في سوريا ووسائل الإعلام العربية والعالمية.
فكشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن حقائق حول إحدى الدول التي تشاركت مع أمريكا في تأسيس “التحالف الدولي” حيث قالت:
“يبدو أن الحرب ضد داعش لم تنته بعد في سوريا، لكن المثير للصدمة الحقيقية، حينما نشاهد الطماطم المعلبة الإيطالية المصنعة من قبل شركة إيست إند فوودز بمدينة وست بروميتش البريطانية، موجودة لدى إرهابيي داعش”.
وكشفت “نيويورك تايمز” عن الطريقة التي تعاملت بها أمريكا مع الذين اعتقلهم الأكراد من “داعش”، فجاء فيها:
“أنشأت إدارة ترامب بهدوء فريق عمل مشترك بين وكالات الاستخبارات، بما في ذلك مسؤولين من وزارة الدفاع والعدل، لمساعدة الأكراد السوريين في التعامل مع موضوع معتقلي “داعش”، إلا أنه يبدو أن المسؤولين الأمريكيين يريدون غسل أيديهم من هذه المشكلة المتزايدة على الرغم من المخاطر الأمنية والإنسانية المحتملة، رد التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة حول موضوع معتقلين “داعش”: إن الأجانب الذين يحملون السلاح في العراق وسوريا ويتم القبض عليهم لاحقا في الميدان لا يسلمون بالضرورة إلى التحالف، كما أنه لا يوجد أي اشتراط لإرسالهم إلى قوات التحالف”.
وعند الحديث عن الوجود الأمريكي في سوريا لا بد من الحديث عن الأكراد ومعركة عفرين على وجه الخصوص، الأمر التي تناولته صحيفة “الحياة” السعودية، فقالت:
“منذ أن عاد الأميركيون إلى التدخل بقوة في سورية، كانت خطتهم مزدوجة، تعطيل أي حل سياسي يسعى الروس الى فرضه، ما لم يتم التفاهم معهم، وتعيين حصتهم في سورية وخارجها، ثم الاعتماد على منطقة نفوذ داخلية تشكل مرتكزاً لإدارة معركتهم المحلية. حدد الأميركيون الأكراد الطرف الذي يمكن الاستناد اليه داخلياً. شجعوا المجموعات الكردية على إعلاء الصوت للمطالبة بحكم ذاتي، وصل بهم أحياناً الى الانفصال عن سورية والانضمام الى دولة كردستان المحتمل قيامها. زودوا المجموعات الكردية بأسلحة ثقيلة، ودربوا عناصر كثيرة منهم، وأدخلوهم في المعركة ضد “داعش”، وراهنوا عليهم للمستقبل”.