بدأت القوات الشعبية التابعة للحكومة السورية بالدخول إلى مدينة عفرين لمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية بالتصدي للعدوان التركي، والحكومة التركية لا تزال إلى اليوم تنفي دخولها وتوزعها في المدينة، بالرغم من جميع الصور والأخبار التي انتشرت على وسائل الإعلام والتي تظهر ترحيب أهالي عفرين بالوحدات الشعبية، مما يثير مجموعة من التساؤلات تتعلق بالسبب الحقيقي لرفض تركيا دخول هذه المجموعات، وسبب نفيها لدخولهم بالرغم من كل التوثيق الذي عمل عليه الإعلام.
فجاء في صحيفة “كوميرسانت” الروسية:
“كيف ستقسم أنقرة ودمشق عفرين، عند أي نقطة سيتم ترسيم الخطوط بين القوات المسلحة للدولتين، ولا يمكن استبعاد أن يطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالانسحاب الكامل للقوات التركية من الأراضي السورية، ويرفض أردوغان ذلك، لأن ذلك (من وجهة نظر أنقرة) سيعني أن ضحايا عملية “غصن الزيتون” سقطوا عبثاً، وقاتل الجنود الأتراك في عفرين لتقديمها لاحقاً للرئيس السوري”.
أما صحيفة “البناء” اللبنانية فتحدثت عن موقف وقع به الرئيس التركي رجب أردوغان وصفته بـ”المأزق” حيث ورد فيها:
“كلما أعلن الرئيس التركي نفياً جديداً لتموضع القوات الشعبية السورية في عفرين أرسلت دمشق وحدات إضافية للتمركز فيها، هذه المعادلة التي رسمها مصدر عسكري معني بالوضع في عفرين تختصر المشهد على الحدود الشمالية لسورية، حيث يجد الرئيس التركي نفسه في وضع حرج بين خياري المضي في العملية العسكرية وتجاهل التموضع السوري ليجد نفسه وجهاً لوجه أمام معركة مع الدولة السورية”.
وتناولت صحيفة “يني شفق” التركية دخول القوات الشعبية، مشيرة إلى أنها تفشل مخططاتهم، فورد فيها:
“نعلم أن تركيا تنفذ عملية غصن الزيتون بالتعاون مع روسيا، وقد أجرى الرئيس أردوغان مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي بوتين قبل يومين، لتنقل وسائل الإعلام أن أردوغان حذر بوتين بقوله “لو دخلت قوات النظام السوري عفرين سيكون هناك نتائج لذلك.. ولاريب أنه من المفيد أن نحافظ على عزيمتنا وحذرنا إذا ما وضعنا باعتبارنا كذلك أن كل ما حدث في نهاية اليوم كان عبارة عن محاولات لإفشال التأثير في عملية غصن الزيتون”.