يفرض الواقع الذي تعيشه دمشق وريفها وبعد مرور يومين على قرار وقف الأعمال القتالية الذي صوت عليه مجلس الأمن، مراقبة ما يحصل على الأرض والاحتمالات الواردة في المستقبل خصوصاً أنه خرق بعد أقل من يوم أو حتى ساعات من إقرارها، فالقذائف على العاصمة دمشق لم تتوقف، وبالتالي الحكومة السورية أعلنت استمرار عمليتها العسكرية، خصوصاً بعدما أعلنت الخارجية الروسية أن “جيش الإسلام” بات خارج القرار.
فجاء في رأي صحيفة “الدستور” الأردنية:
“آلاف المقاتلين بين المدنيين في الغوطة الشرقية لن يقبلوا بالهدنة، كونهم يعرفون أنها مؤقتة، وأن القصف سوف يتجدد، حتى لو صمدت الهدنة هذا الوقت، كما أن هؤلاء يدركون مع الدول الحاضنة لهم، أن الغاية هي دفع المقاتلين للاستسلام، أو طلب الانتقال ضمن صفقات إلى مناطق أخرى بعيدة عن دمشق، ما يعني تهديدهم لاحقاً أو قتلهم أو تغيير مواقعهم الاستراتيجية الحالية المحيطة بالعاصمة السورية، تجدد القصف أمر يعد حتمياً سواء صمدت الهدنة أو لم تصمد وقد أطلق المسلحون صواريخ أمس الأحد، على مناطق قريبة من دمشق لاستدراج النظام والروس للرد”.
وصحيفة “رأي اليوم” اللندنية، أكدت أن هذه عملية الغوطة الشرقية مستمرة وممتدة، حيث ورد فيها:
“الأمن سيعود إلى الغوطة الشرقيّة تماماً مثلما عاد إلى حلب التي تتعافى حالياً وبشكل متسارع بعد سنوات من الدمار وسفك الدماء.. وربما الدّور قادم على إدلب حتماً.. والمسألة مسألة توقيت وأولويّات والظَّرف المناسب.. والله أعلم”.
أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فتناولت الموضوع من جانب آخر، فنشرت في صفحاتها:
“ظهر، كما جرت العادة منذ معركة حلب عام 2015، أن الميدان وظروفه يحكمان الحراك السياسي والدبلوماسي.. ورغم الترحاب الذي لقيه قرار الهدنة من عدد كبير من الدول والمسؤولين الأممين، حيّدت أنقرة عمليتها العسكرية في عفرين عن القرار، عبر التأكيد على استمرار عملية “غصن الزيتون” في عفرين، وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، إن هدف عملية عفرين هو القضاء على التنظيمات الإرهابية والإرهابيين، ومن دون أن يشير مباشرة إلى قرار مجلس الأمن”.