منذ أن دخلت القوات التركية إلى مركز مدينة عفرين السورية، وإعلانها السيطرة الكاملة عليها، بدأ الحديث عن ما بعد عفرين من خلال تصريحات المسؤولين الأتراك والمحللين السياسيين في وسائل الإعلام العربية والعالمية، كما أنه بدأت تنكشف خفايا المعركة خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات بين تركيا وأمريكا وبين تركيا وروسيا والتي أثرت على عملية “غصن الزيتون” التركية في مدينة عفرين شمالي سوريا.
وكشفت صحيفة “ملليت” التركية عن السياسة التي تتبعها تركيا بالتعامل مع كل من روسيا وأمريكا، من خلال مقال نشرته بعنوان “اكسب ترامب.. ولا تخسر بوتين” جاء فيه:
“لولا الورقة الروسية، وفتح الأجواء التي تسيطر عليها روسيا أمام المقاتلات التركية، هل كان من الممكن إتمام العملية بهذه الفترة الوجيزة؟، وللتذكير قصفت المقاتلات التركية موكباً لقوات حليفة للقوات السورية كان متجهاً نحو عفرين ومزوداً بأسلحة ثقيلة، لم يقتصر الأمر على قصف الموكب، بل شكل عامل “ردع” أمام مواكب أكبر كانت ستتلو هذا الموكب الطليعي، والآن، ينبغي على تركيا ألا تفقد الورقة الأمريكية في مواجهة روسيا”.
واهتمت الصحافة الروسية بالحديث عن العلاقة بين تركيا وأمريكا ومستقبلها في سوريا، ضمن تغييب كامل لعلاقة روسيا بهذه المعركة، حيث قالت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية:
“عملية أنقرة القادمة في منبج ستشكل النهاية الحقيقية لبازار تقسيم سوريا، تركيا لا تريد التحرك إلى هناك، لكن إذا لم يف الأمريكيون بالشروط التي تعني أن قوات الاتحاد الديمقراطي يجب أن تذهب إلى الشرق من نهر الفرات، فأعتقد أن هذه العملية ستنفذ، تقدم تركيا إلى الشرق يعتمد في المقام الأول على العلاقات مع الأمريكيين.. الموقف الأمريكي من الأكراد السوريين لم يُفهم بعد بالكامل، والاتفاق على منبج بين تركيا والولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تعزيز العنصر العربي هناك، ويمكن أيضاً إعلانها منطقة محايدة”.
أما صحيفة “رأي اليوم” اللندنية فتناولت المشهد بشكله الكلي، حيث ورد فيها:
“ما هو الهدف القادِم للرئيس أردوغان بعد معركة عفرين هذه؟ وهل تدفع روسيا فعلاً بتَعميق الخلاف التّركي الأمريكي، وتهيئة الأجواء لمواجهة بين الطّرفين في مِنبج وجرابلس وعين العرب والقامِشلي وعفرين وشمالي سوريا عموماً؟، هذا السؤال أجاب عليه السيد نجاتي سنتورك محافظ منطقة كرشهر أجاب بشكل مباشر عندما ظهر في شرفة مكتبة يوم الجمعة معلناً أنّ القوات التركيّة ستواصل سيرها بعد عفرين إلى الموصل، وبعد ساعات بساعاتٍ أُحيلَ سنتورك إلى التّقاعد، لأنه كشَف المستور، وتجاوز بانفعاله حدود صلاحياته”.