عاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من زيارته إلى واشنطن وبجعبته العديد من المفاجآت والاستراتيجيات الجديدة للتعامل مع مختلف ملفات المنطقة أعلن عنها من خلال تصريحاته الأخيرة، لاسيما تصريحه المتعلق بضرورة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، مما دفع المحللين في الصحف العربية إلى كشف العديد من الحقائق تتعلق بالدافع لهذا التصريح وحول بدايات التدخل السعودي في الحرب السورية، إضافة إلى الحديث عن المرحلة القادمة والتي ستلي هذا الاعتراف من قبل ابن سلمان.
فقال الكاتب بسام البدارين في مقال نشره في صحيفة “القدس العربي”:
“عند الحديث عن تصريح السعودية حول ضرورة بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم لابد من كشف الحقيقة التي تقول أن الأمير بندر بن سلطان هو الذي بدأ الحرب على الرئيس الأسد وقام بتسليح المعارضة ودفع مليارات من الخزينة السعودية، وحتى نصدق أن الرياض تقر فعلاً بأن الرئيس الأسد باقٍ وأنها لن تعود للتدخل لابد من الكشف عن كل الأسرار التي رافقت أيام الأمير بندر على الحدود الأردنية-السورية ولابد من المسلسل نفسه من أجل تعزيز المصداقية.. الاعتراف ثم الاعتذار ثم التعويض”.
أما “البناء” اللبنانية فورد فيها:
“تسعى السعودية للإمساك بورقة تفاوضية تظنّها مفيدة في حربها الميؤوس منها في اليمن ولا ترى حولها إلا ما أنفقته من مبالغ طائلة على مسلحي الغوطة وميليشيا جيش الإسلام ورقة يمكن مقايضتها.. ولا يزال السعوديون يأملون أن تفيدهم المبالغ التي أنفقوها على الحرب في سوريا بالحصول على ورقة تفاوضية يقايضون فيها ماء وجههم في حرب اليمن”.
وتحدث رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” عبد الباري عطوان عن الاستراتيجية الجديدة التي تتجه إليها السعودية في الملف السوري، حيث قال:
“ما الذي يمكن أن تفعله المملكة العربيّة السعوديّة بعد تبلور قناعَتها الجديدة في الملف السوري، وكيف سَتكون الأُسس التي تحكم استراتيجيّتها، وبالتالي تحركاتها الإقليمية فيه، أي المَلف السُّوري؟ ولن يكون مفاجِئاً بالنسبة إلينا أن نشاهد تحولات متدرّجة في مواقف السعوديّة في الملف السُّوري، خاصةً بعد الانسحاب الأمريكي العسكري والسياسي المُتوقَّع، وخسارة المملكة أهم حُلفائِها العسكريين الميدانيين في الغُوطة الشرقيّة أي جيش الإسلام”.
يبدو من خلال هذه الحقائق أن السعودية بحالة توتر وابن سلمان يراجع مع حليفته أمريكا السياسة التي يجب أن يتبعها في سوريا خاصة والشرق الأوسط بشكل عام، فالنتائج التي وصلت لها حرب اليمن بعد 3 سنوات سببت له العديد من المشاكل بالاضافة إلى الانتقادات التي سمعها من قبل المسؤولين الأمريكيين والمجتمع الدولي، أما بالنسبة لموفقه تجاه سوريا فلمحت له السعودية سابقاً عند اجتماع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ورئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” منذ عام تقريباً، حيث قال الجبير حينها: “يجب التأقلم مع فكرة بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم”، لكن الجبير نفى حينها هذا التصريح بالرغم من تأكيد المسؤولين السعوديين له، لكن يبدو أن الواقع الذي فرضته التطورات الميدانية أجبرت السعودية من جديد على الاعتراف بالمسار الحقيقي الذي تتجه إليه الحرب السورية.