نفذت أمريكا اليوم ضربتها على سوريا بالتعاون مع حليفيها البريطاني والفرنسي، دون أن تحقق أي من الأهداف التي كانت تتحدث عنها من هذه الضربة، وذلك بعد بروبغندا اعلامية واسعة استمرت لاسبوع من تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي انتقدها العديد من المحللين الأمريكيين الذين حذروا من ارتدادات هذه الضربة على الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن ترامب وضع نفسه في موقف يصعب فيه التراجع، فاليوم وبعد الضربة بساعات قليلة كشف المحللون في الصحف العربية والأجنبية عن تفاصيل التحضير لها.
فجاء في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية:
“أكد مسؤولو وزارة الدفاع على الحاجة لإظهار دليل مقنع للعالم بأن الحكومة السورية شنّت بالفعل هجوماً كيميائياً في دوما.. بعد أيام من التحذير بأن ترامب يخطط لاتخاذ إجراء، نقلت سوريا بعض طائراتها إلى قاعدة روسية على أمل ردع الأمريكيين من مهاجمة القاعدة، والتي بدورها سوف تشعل الاعتداءات بين قوتي الحرب الباردة، فقد حرص ترامب على عدم استهداف تلك القاعدة ليل الجمعة، وتجنب فرصة إصابة الأهداف الروسية”.
وانتقدت صحيفة “الغارديان” الضربة بشكل عام بقولها:
“كيف يدفع ضرب سوريا بالصواريخ بقضية السلام إلى الأمام، أو يجعل الرئيس بشار الأسد يتراجع، فهذا سيؤدي فقط إلى تدمير المباني وربما قتل الناس، واعتبر ذلك شعبوية خالصة تنعكس في الخطاب الرنان الذي يبثه ترامب عبر تغريداته الغريبة المتزايدة.. إن هذه الأزمة تظهر بالفعل المقدمات المألوفة لصراع متهور تبرز فيه اللغة الهستيرية مع الآلية العسكرية، وتبحث عن تبريرات للعنف وليس تفاديه”.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية ردة فعل “الجانب الإسرائيلي” حيث قالت:
“صدرت مواقف إعلامية تشير إلى أن العدوان لن يغيّر الوقائع الميدانية في سوريا، ولا في وضع روسيا وإيران كحليفتين لدمشق، وفي الإطار عينه أتت تعليقات أميركية لتؤكد أنّ ما جرى فجر اليوم لن يبدّل مسار الحرب السورية، أمام مجمل هذا المشهد، لعلّ التعبير السياسي الأكثر وضوحاً صدر عن مواطنين سوريين، تجمعوا بعد العدوان، في ساحة الأمويين بدمشق، رافعين أعلام بلادهم”.
أما “العرب” اللندنية، فنشرت يوم أمس مقال يؤكد عدم إمكانية ترامب من التراجع فقالت:
“يصعب على إدارة دونالد ترامب التراجع عن توجيه ضربة إلى سوريا بحجّة استخدامه السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية خصوصا في مدينة دوما، هذا عائد إلى أسباب عدّة، وفي مقدمتها الوضع الداخلي للرئيس الأميركي الذي يواجه تحقيقاً في العمق في شأن تمويل حملته الانتخابية ومسائل أخرى ذات طابع شخصي”.
النتيجة التي لا يمكن أن تخفى ولا تقبل المراوغة هي أن الضربة التي كانت على شكل عدوان ثلاثي لم تحقق الأهداف المرجوة، أو ربما لم يتمكن القائمون عليها من تحقيقها لاعتبارات عديدة، هذا الأمر ظهر جلياً في آراء المحللين الأمريكيين قبل الضربة، لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على التراجع لحفظ ماء وجهها كقوة عظمى.