حالة من التوتر والاحتقان ما تزال تخيم على قرى وبلدات الشمال السوري، حيث شهدت مدينة “كفر حمرة” و”معارة الأرتيق” في ريف إدلب بالإضافة لعدد من المناطق المجاورة مجددا،ً استنفاراً وتحشيداً عسكرياً إلى جانب قطع طرقات فرعية من قبل “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها”، مساء أمس السبت.
جاء ذلك بهدف اقتحام كفر حمرة بعد أن قام أهالي المدينة بطرد مسلحي “الهيئة”، على خلفية الخلاف الذي نشب أواخر الشهر الفائت بين أحد أبناء البلدة ومسلحي “الهيئة” والذي تسبّب حينها بإصابة عدد من أهالي البلدة بطلقات نارية من مسلحي “الهيئة”.
وبحسب ناشطين حينها أكّدوا “أنّ ابن مسؤول الهيئة طعن أكثر من شاب في البلدة بسكّين، وذلك بعد مشادات كلامية جرت بين الطرفين، على خلفية استنكار أحد عناصر الشرطة الحرّة تصرّفات شابين يستقلّان درّاجة ناريّة وينظران إلى أحد المنازل، فما كان من المدعو “أبو شحود” وهو من ذوي “السمعة السيئة” إلا أن حشد عناصر “الهيئة” وهدّد الأهالي باقتحام المدينة، ليُحل الخلاف لاحقاً عبر مفاوضات جرت بين أهالي المدينة و”هيئة تحرير الشام”.
وفي سياق متصل، قام عدد من أهالي مدينة “الأتارب” بإلقاء القبض على شخصين كانوا يقومون بزرع عبوات ناسفة، وبعد التحقيق تبين أنهم تابعين لـ”الهيئة” وعليه قامت الأخيرة، بنشر حواجز أمنيّة في ريف حلب الغربي في محاولة منها لاعتقال أشخاص من بلدة الأتارب، على خلفية إلقاء القبض على مسلحين لها كان بحوزتهم أدوات للتفجير.
في حين انفجر خلال ساعات صباح اليوم عبوة ناسفة بمحيط بلدة سرمدا بالقرب من مدينة ملاهي ألعاب بريف إدلب الشمالي ما أدى إلى إصابة طفلين إصابات خطيرة وسط اتهامات موجهة إلى “هيئة تحرير الشام” بأنها المسؤولة عن ذلك.
يذكر أن مناطق الشمال السوري الخارجة عن سلطة الدولة السورية تعيش حالة من الفلتان الأمني وفوضى السلاح نتيجة غياب أي قانون يحكم المنطقة، ويتوقع مراقبون أن تتوسع دائرة المعارك بين الفصائل خلال الأيام المقبلة بعد ارتفاع حدة الاغتيالات فيما بينها.