في ظل الحديث عن انفجار مفخخات وعبوات ناسفة في مدينة عفرين شمالي سوريا، نشرت وكالة “رويترز” تحقيقاً حول طبيعة الحياة التي يعيشها المدنيون في المدينة.
حيث أكدت الوكالة أن معالم الحياة في المدينة جميعها تشعرك وكأنك موجود في مدينة تركية، سواء من خلال اللافتات الموجودة على مباني “المراكز الإدراية” في المدينة والبضائع الموجودة في المحال التجارية، بعدما تم نهب جميع بضائعها من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها، إضافة إلى المنهاج التعليمي في المدارس الذي يلقن لتلاميذ المدينة باللغة التركية.
وقالت امرأة من أهالي عفرين الأصليين، إلهام أحمد، لـ”رويترز”: “عفرين هي محتلة، والنازحون من عفرين حالياً يعيشون بمنطقة مساحة صغيرة بالمخيمات وبيوت مهدمة”، مؤكدة أن تركيا تعمل باستمرار على توطين مقاتلي الفصائل الموالية لها مع عائلاتهم في المدينة بدل السكان الأصليين.
وأشارت الوكالة في تحقيقها إلى أن فرض تركيا لوجودها في المدينة لم يكن من خلال عملية “غصن الزيتون” التي احتلت على إثرها عفرين، بل بدأ منذ أن دخلت القوات التركية ضمن عملية “درع الفرات” العسكرية إلى الشمال السوري وكونت خلالها قوة عسكرية خاصة بها في عملية أُطلق عليها اسم “درع الفرات”، ومنذ هذه العملية بدأت أنقرة بفتح المدارس والمساعدة في إدارة مستشفيات، لافتة إلى أنه في هذه المدارس يدرس تلاميذ المدارس اللغة التركية إضافة إلى وجود لافتات إرشادية فيها باللغة التركية.
ونقلت الوكالة عن إحدى النساء التي رفضت الحديث بشكل موسع قولها: “نحن خائفون من الوضع المشكلة هي الشبان، لا أمن لهم”، حيث تنتشر في المدينة الشرطة العسكرية التركية وسيارات عسكرية علق عليها لافتات باللغة التركية.
هذه الحقائق عبارة عن تصوير للواقع الذي تعيشه عفرين بعيداً عن التصريحات السياسية المتناقضة التي يدلي بها كل يوم السياسيين الأتراك، فأي عملية قضاء على “الإرهاب” هذه تحتاج إلى وجود جميع هذه المظاهر التركية في المدينة؟ \ وأي أمان هذا يتم نشره من خلال إخراج المدنيين من بيوتهم تحت تهديد السلاح؟ وما الحاجة إلى فرض هويات باللغة التركية يكون فيها صفة المواطن السوري “نازح” ومن لم يجلبها يُهدد بحرق منزله!