لم تغيب التطورات الأخيرة على الساحة السياسية في جميع أنحاء العالم العلاقات الأمريكية التركية عن الساحة الإعلامية، فالإعلام اليوم يعاود الحديث عن العلاقات بين البلدين وتطورها والتوتر المحتمل بينهما خصوصاً بعدما طالب بطرد المنسق الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا (بريت ماكغورك).
حيث جاؤء في صحيفة “رأي اليوم” مقالاً للكاتب “عبد الباري عطوان” يتحدث عن الوضع الجديد للعلاقات بين البلدين بعد مجموعة من التطورات الآخيرة فجاء فيه:
“العلاقات الأمريكية التركية باتت تنتقل من مرحلة التوتر إلى مرحلة الصدام، فترامب متمسك بالأكراد كحليف رئيسي في الشرق الأوسط وسوريا والعراق بشكل خاص، وفي ذات الوقت أكد الرئيس التركي أن بلاده تحتفظ بحقها في اتخاذ خطوات أحادية الجانب ضد القوات الكردية داخل سوريا دون أخذ موافقة الدول الأخرى.
لقاء القمة الذي انعقد في البيت الأبيض بين الرئيسين ترامب وأردوغان كان متوتراً،
بدليل قيام حرس الرئيس أردوغان بالاعتداء على مجموعة من المحتجين أمام منزل السفير التركي في واشنطن الأمر الذي دفع جون مكين، أحد أصدقاء تركيا في مجلس الشيوخ، بالمطالبة بطرد السفير التركي من واشنطن.
فالإدارة الأمريكية تتخلى تدريجياً عن تركيا كحليف استراتيجي في المنطقة، وباتت تبحث وحلفاؤها الأوروبيون عن بدائل لها، مما يعني أن أيام تركيا في حلف الناتو ربما باتت معدودة، وربما يمكن القول نفسه عن حكم الرئيس أردوغان وحزبه أيضاً.
فأمريكا كلما دخلت إلى دولة حولتها لدولة فاشلة ومفككة والآن بعد القضاء على “داعش” ستتوجه إلى تركيا لإضعافها تمهيداً لتفتيتها كقوة إسلامية عظمى في المنطقة”.
كما تناول موقع “ترك برس” هذه العلاقات في مقال نشره جاء فيه:
“أعرب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قبل سفره إلى واشنطن عن قلقه من أن يبقى ترامب مصراً على دعم الأكراد في الشمال السوري.
ففي الوقت الذي تناقش فيه أنقرة قرار إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة الباب السورية، لا يزال جزء من الرأي العام التركي يترقب صدور القرار الحاسم حول مصير القاعدة العسكرية إنجرليك، التي يتمركز فيها حوالي 2,55 ألف من القوات العسكرية الأمريكية. ويبدو جلياً من خلال طرح مسألة قاعدة إنجرليك مدى تدهور العلاقات الأمريكية التركية.
كما أكد أحد الخبراء في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية”رافايللو بانتششي” أن أردوغان لن ينجح في إقناع نظيره الأمريكي في التخلي عن دعمه للأكراد، فالوجود الكردي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، هو سبيلها الأمثل لوضع حجر أساس لها في منطقة الشرق الأوسط حتى لو كان ذلك على حساب حلفائها.
في الواقع إن السياسة الأمريكية المنتهجة مع الأكراد تهدد المصالح التركية وستضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام تحد صعب”.