نشرت صحيفة “ذي أتلانتيك” الأمريكية مقالاً للكاتب “جايمس فالوز” يتحدث فيه عن قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على كبح السعودية لإيقاف الحرب في اليمن متى شاءت ذلك.
وجاء في المقال:
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللائمة على إيران، المنافس الإقليمي للسعودية، في زعزعة الاستقرار في اليمن، وأشاد بالسعودية والإمارات على تعهدهما بالمليارات من المساعدات و”السعي إلى إيجاد طرق متعددة لإنهاء الحرب المروعة والحزينة في اليمن”.
ولكن، تناسى ترامب بأن الصراع الحالي في اليمن تصاعد بشكل كبير في أوائل عام 2015، عندما قادت السعودية ائتلافاً من للتدخل في الحرب اليمنية.
لقد انتقلت الحرب منذ ذلك التدخل إلى كارثة إنسانية، وتوقفت الأمم المتحدة عن إحصاء عدد الضحايا المدنيين فيها بعدما بلغت 10 آلاف، فيما خلص تقدير مستقل من قبل موقع “بيانات النزاع والأحداث المسلحة”، إلى أن قرابة 50 ألف شخص قد قضوا في الفترة ما بين كانون الثاني 2016 وتموز 2018، كما سحبت الحرب أكثر من 22 مليون شخص، 75% من عدد سكان اليمن، إلى تحت خط القفر، وهي بالفعل واحدة من أفقر دول العالم وفي حاجة إلى المساعدات الإنسانية.
مع تزايد غضب الرأي العام بشأن دور الولايات المتحدة في الحرب التي تقودها السعودية، حاول الكونغرس ببطء ممارسة الضغط على حلفاء أمريكا للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى رقابة المساعدات العسكرية التي سمح بها الرئيس السابق أوباما، كإعادة تزويد الطائرات السعودية والإماراتية بالوقود في الجو، والمساعدة الاستخبارية، ومليارات الدولارات من الصواريخ والقنابل وقطع الغيار للقوات الجوية السعودية.
لقد تجاهل السعوديون والإماراتيون بشكل كبير الانتقادات الدولية لوفيات المدنيين والنداءات من أجل التسوية السياسية، كمثال صغير حادثة حافلة طلاب المدرسة والتي قضى على إثرها 44 طفلاً، والتي اعترفت بها السعودية بعد ضغطٍ إعلامي دولي.
وبعد ضغط الأمم المتحدة، اتخذ ترامب إجراءات جديدة جعلت التحالف السعودي الإماراتي أكثر وعياً أثناء قصفه للمدن اليمنية سعياً للتقليل من الضحايا المدنيين، ومن الأرجح أن تقبل السعودية وحلفاؤها بعملية سلام إذا كان من الواضح أن الولايات المتحدة لن تدعم حرباً مفتوحة في اليمن ولن تقدم المساعدة العسكرية اللازمة للحفاظ على استمرار عمل أجهزة الحرب، لكن ترامب لم يبد سوى القليل من الوسائل للضغط على حلفائه السعوديين والإماراتيين، ليبقى الخيار الحقيقي والوحيد المتبقي هو في الكونغرس، حيث تزداد يوماً بعد يوم الأصوات التي تتساءل عن السبب الذي يجعل يدي الولايات المتحدة الأمريكية ملطخة بالدماء اليمنية.