وصلت “إس 300” إلى سوريا بالتزامن مع استمرار تصاعد الاستنفار الإسرائيلي والأمريكي، فلم يتمكن أحد من منع وصولها، ومنهم من بات يتحدث عن سبل مواجهتها وغيرهم مشغول بتقليل أهمية وصول هذه المنظومة إلى سوريا.
فقالت صحيفة “رأي اليوم” الندنية:
“يشكل الإعلان الذي صدر الثلاثاء عن الجِنرال سيرغي شويغو، وزير الدِّفاع الروسي، وأكّد فيه تَسليم بِلاده أربع منصّات صواريخ “إس 300″ نهايَة مرحلة وبِدايَة أُخرَى، نهاية مرحَلة العربَدة الإسرائيليّة في الأجواءِ السوريّة، وبدايَة مرحلة التصدّي لها بقوة وفاعلية.. نَحنُ في انتظارِ انطلاقِ الصَّاروخ الأوّل مِن طِراز “إس 300” على أوَّلِ طائِرةٍ إسرائيليّةٍ تَخْترِق الأجواء السوريّة، وتَهْوِي وألسِنَة اللَّهَب والدُّخان تتصاعَد منها، ولا نَعتقِد أنّ انتظارَنا سيَطُول”.
وفي “الوطن” السورية جاء:
“من المؤكد أن هناك أهدافاً إستراتيجية لموسكو والتي لا تتعارض مع مصالح دمشق من خلال تطوير القدرات الدفاعية السورية، فالإجراءات الأخيرة هي إجراءات ذات طابع وشكل عسكري بمضامين وأهداف جيوسياسية اقتصادية، وفائدته ليست مقتصرة على دمشق”.
وقالت “العربي الجديد“:
” تسليم صواريخ إس – 300 إلى الدولة السورية، عقاباً للكيان الإسرائيلي على “إسقاط الطائرة الروسية”، يدخل ضمن منطق الحسابات الجيوسياسية التي باتت سوريا تلخص مسرحها.. الإسرائيليون باعتيادهم على استباحة الأجواء المشرقية، لم يفهموا حتى الآن أنهم لم يعودوا الأقوى في المنطقة، ولا هم بمستقلي القرار بحروبهم، جحودهم تجاه الروس هو الترجمة الصريحة لهذا الغرور العسكري، وروسيا دلّلت “إسرائيل” بما تسمح بها قوتها هذه، ولكن الأخيرة لا يمكن أن تتمادى هكذا، كأنها في موقع الندّية مع الروس”.
يمكن اعتبار هذا الاستنفار مع وصول “إس 300” إلى سوريا، دليل آخر على أن كل من أمريكا والكيان الإسرائيلي مشكلتهم تتمثل بأصل وجود قوة في سوريا ترفض الاحتلال الإسرائيلي ووجود أي قوة على أرضها لا تحترم سيادة الدولة السورية، وأن نيتهم بضرب مواقع تابعة للحكومة السورية قائمة دون وجود أي مبرر، وإلا فلماذا الغضب من منظومات دفاعية لا تملك أي أهداف هجومية؟
41