يبدو أن الخطوة الروسية بتسليم سوريا منظومة “إس300” كشفت المزيد من نقاط الضعف لدى الكيان الإسرائيلي، إذ تكشفت على العلن العديد من مكامن الضعف لدى هذا الكيان، الأمر الذي أظهره الكثير المحللون في الصحف العبرية، إذ أشاروا إلى أن الواقع العسكري والسياسي الجديد الذي تعيشه “إسرائيل” ينذر بخطر يهدد أمنها.
وحول نقاط الضعف هذه قال محلل عسكري في صحيفة “معاريف” العبرية:
“إنّ العدوان على غزّة في العام 2014 كشف حدود قدرة سلاح البر، وكان الحلقة الأخيرة حتى الآن في سلسلة مخيّبة للأمل بدأت مع حرب لبنان الثانية في سنة 2006، إنْ لم تكن بدأت قبل ذلك، مُوضحًا أنّه بعد الفشل في لبنان وخيبة الأمل، أعلن الجيش الإسرائيليّ القيام بعمليات إصلاحٍ واسعةٍ، وعادت الوحدات إلى التدرّب بصورة أكثر جديّةً، وحصل جيش الاحتياط على عتادٍ جديد، لكنّ المصادر الأمنيّة في تل أبيب قالت إنّ التغيير لم يكن عميقاً بما فيه الكفاية، فقد ظلّ سلاح البر في مرتبة أدنى في سلّم أولويات الجيش، وبقي المستوى السياسي يُشكك في القدرة على القيام بمناورةٍ بريّة”.
وأشارت “هآرتس” إلى ضرورة أخذ الخطوة الروسية بخصوص “إس 300” على محمل الجد، حيث ورد فيها:
“الأمر ليس بلعبة أطفال، والسبب بحسب الصحيفة، أنظمة الحرب الإلكترونية التي يمتلكها الروس بالإضافة إلى وسائل أخرى لا تعد ولا تحصى، يمكنها زيادة التعقيد العسكري الذي يمكن أن تواجهه إسرائيل، وبحسب الصحيفة، فإن العقبة الأكبر التي تواجه إسرائيل، استراتيجية. والسبب انزعاج (فلاديمير بوتين) من الهجمات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل، بعد استعادة الدولة السورية سيطرتها على جنوب سوريا وتعزيز قبضتها على باقي البلاد، وزاد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، الطين بلة، حيث أعطى الحادث مبررات قوية لـ (بوتين) لممارسة ضغط على إسرائيل، وربما حتى على إيران و”حزب الله” بهدف خلق نموذج جديد، يقلل من القوة والاحتكاك بين جميع الأطراف ويخدم روسيا استراتيجياً”.
وقالت “رأي اليوم” اللندنية:
“جاء الإعلان عن إكمال تسليم الجيش السوري لبطاريات صواريخ إس 300، الروسيّة المضادة للطيران والصواريخ ليجعل أي محاولة إسرائيلية لضرب لبنان في قمة الصعوبة، لأن هذه الصواريخ التي تصل مداها إلى 250 كيلومتر قادرة على ضرب أيِّ طائرات إسرائيليّة مغيرة على لبنان قبل أن تدخل الأجواء اللبنانيّة، جِنرالات إسرائيليّون مُتقاعِدون حذّروا أكثَر من مرّة من أنّ القبب الحديديّة الإسرائيليّة لن تسْتطَيع مواجهة ألف صاروخ”.
نقاط الضعف هذه يمكن أن تبرر محاولات الكيان الإسرائيلي المستمرة إلى الآن بتحسين علاقاته مع روسيا بعدما اهتزت نتيجة إسقاط طائرة “إيل 20” الروسية، فالمشهد الظاهري كان متعلق بالحفاظ على جودة العلاقات مع روسيا، لكن الآن فبات واضحاً أن الواقع هو أن الكيان الإسرائيلي لديه ما يكفي من المخاوف والقلق من أعداءه المتمثلين بالدولة السورية وحلفاءها، ويريد أن يبقى محافظاً على ملجأه الروسي.