نشر الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” أن حرب غزة جاءت بطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” لتخفيف الأضواء عن قضية قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
وأكد هيرست، أن التصعيد في غزة خلال اليومين الماضيين، هو من بين مجموعة من التدابير والسيناريوهات التي اقترحها فريق عمل سعودي طارئ تم تشكيله لمواجهة التسريبات حول مقتل خاشقجي من السلطات التركية، والتي تدين المملكة السعودية بشدة.
ونقل الصحفي البريطاني عن مصادر مقربة من الفريق السعودي، أن الفريق المذكور نصح بن سلمان بأن الحرب في غزة من شأنها أن تشتت انتباه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتعيد تركيز اهتمام واشنطن على الدور الذي تلعبه السعودية في تعزيز “المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية”.
وبما أن أنقرة مستمرة في كشف المزيد من الحقائق حول المتورطين في مقتل خاشقجي، كانت من جملة النصائح التي قدمها الفريق السعودي إلى ابن سلمان، تحييد تركيا بكل الوسائل بما في ذلك محاولة رشوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعروض لشراء أسلحة تركية وإصدار بيانات من ولي العهد يحاول فيها دعم العلاقات بين الرياض وأنقرة.
ولفت رئيس تحرير “ميدل إيست أي” إلى أنه في الوقت الذي أدان فيه العالم أجمع قضية مقتل خاشقجي، قال “نتنياهو”: “من المهم للغاية بالنسبة لاستقرار المنطقة والعالم أن تظل المملكة العربية السعودية مستقرة”.
وإلى الآن لا توجد أي دلائل رسمية تثبت أن حرب غزة جاءت تلبية لنداء ولي العهد السعودي، بالرغم من أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية” قال قبل نشوب الحرب بيوم واحد: “نفعل كل ما بوسعنا لتجنب حرب غير ضرورية في غزة”. وبما أن الولايات المتحدة لم تعد مصدر ثقة لدى العديد من الأطراف بما فيها السعوديين، فقد نصح الفريق السعودي -الذي تشكل بشكل طارئ- ولي العهد بالتظاهر أمام ترامب بأن السعودية لا تعتمد على تحالفها مع واشنطن، إذ تم دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الرياض، وفقاً لما ذكره “ميدل إيست أي”.
يذكر أن التصعيد في غزة انتهى بعد يومين من بدئه، بعدما أُلحقت العديد من الأضرار بالكيان الإسرائيلي، حيث تم حرق مستوطنات بأكملها، إضافة إلى الأضرار البشرية، وأكدت وسائل إعلام عبرية أن حركة حماس أطلقت ما يزيد عن 300 صاروخ على المستوطنات، كما أفادت إحدى الوسائل العبرية بأن حركة حماس هي من تردع “إسرائيل” وليس العكس.