الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حافظ على موقع الولايات المتحدة الأمريكية كمحور للحديث عن أي أزمة في العالم أو الشرق الأوسط، أو حتى عند الحديث عن أمور أخرى غير الأزمات، لكن بشكل مختلف تماماً.
تحت عنوان “الولايات المتحدة العظمى.. بداية النهاية” نشرت صحيفة “سفوبوديانا بريسا” الروسية:
“على الرغم من أن ترامب يبرهن لناخبيه أنه فعل أكثر من جميع أسلافه لموازنة التصدير والاستيراد مع الصين، يعتقد العديد من المحللين أن انتصار الرئيس على شيء سوف ينقلب بسرعة كبيرة.. فإذا ما بقيت الولايات المتحدة في الأول من ديسمبر على مواقفها الانعزالية وخروجها الحاد من المنافسة العالمية، فإن هذا سوف يمثل بداية نهاية الولايات المتحدة العظمى”.
أما صحيفة “الوطن” السورية فتناولت العلاقات الروسية-الأمريكية وتأثيراتها على البلدين والعالم بشكل عام، حيث جاء فيها:
“يحدِّد مستوى العلاقات الروسية-الأميركية مسار الأزمات المتعددة التي تعصف بالعالم، من الصراع على أوكرانيا، إلى مستقبل الحرب في سوريا، فضلاً عن الصراع على استقطاب دول العالم.. إن التعاون الروسي-التركي في سوريا، وتفضيل موسكو لأنقرة على واشنطن، في إدارة المشهد السوري حالياً، دليلٌ إضافي على الهوة التي تفصل بين واشنطن وموسكو في سوريا، شأنها شأن الساحات الأخرى، ولعل ما تشهده أوكرانيا حالياً يشير إلى شكل العلاقة بين الدولتين ونمط الحلول المتوافرة، فالتوتر الحالي لا يبدو أنه سيخرج عن السيطرة”.
وطرحت صحيفة “بوسطا” مجموعة استفسارات في ظل اتهام الولايات المتحدة الأمريكية بأنها شريكة باغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، فقالت:
“هل أمريكا شريكة في جريمة اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف؟”، هذا ما سيظهر مع مرور الزمن، لأن تنظيم “غولن” الإرهابي يظهر في كل سطور لائحة الاتهام، التي أعدتها نيابة أنقرة، وباعترافات عناصر التنظيم، إذا اعتبرناها شريكة في الجريمة هل سيتغير شيء؟ لا، ما الذي سيحدث لو أنها شريكة بالفعل في الجريمة، وهي تتعاون مع تنظيم “بي كي كي”؟ ماذا يمكن أن ننتظر ممن يمتلكون ارتباطات وثيقة مع من أمروا بتنفيذ جريمة اغيتال الصحفي جمال خاشقجي؟”.
يبدو أن الولايات المتحدة في أزمة حقيقية، لكن من الواضح أن السبب لا يتحمله فقط ترامب أو الإدارة الأمريكية الجديدة، وإنما أيضاً يعود إلى أنها لم تعد وحدها في الساحة العالمية، هناك قوى باتت تنافسها مثل روسيا والصين، حيث تمكنت موسكو من خلال دخولها إلى سوريا مثلاً، من تشكيل حلف مع عدة دول لتتحول فيما بعد إلى محور تدور حوله مصالح هذه الدول، وهذا الأمر يمكن اعتباره حظ عاثر لترامب الذي تزامن عهده مع هذه القوى والأزمات، إذاً كيف ستعالج واشنطن هذه الأزمة؟ بتغيير قيادتها أم بالوقوف في وجه منافسيها؟