خاص || أثر برس
قبل عدة ساعات من انطلاق البطولة الافتتاحية لمنتخب سوريا في بطولة كأس الأمم الآسيوية، تهافت عشرات الآلاف من أبناء حلب تحت الأمطار الغزيرة إلى الأماكن المخصصة لعرض المباراة، لمؤازرة وتشجيع منتخب البلاد في مباراته ضد المنتخب الفلسطيني الشقيق.
وانقسمت وجهة الحلبيين قبل بدء المباراة ما بين صالة الأسد الرياضية حيث شاشة العرض العملاقة التي تم وضعها على أرض الصالة، وبين مقاهي ومطاعم المدينة التي استنفرت وغصت بجموع المشجعين الحاملين للأعلام الوطنية، رغم اعتمادها على الحجز المسبق بهدف تنظيم عملية الدخول والجلوس بما يناسب مساحتها.
وما إن انطلقت صافرة بداية المباراة، حتى بدأت أصوات التشجيع والهتاف تعلو من كل حدب وصوب في شوارع حلب والتي خوت على عروشها من أي حركة سير طيلة مدة المباراة، في حين حظيت صالة الأسد بالأجواء الكرنفالية الأجمل التي رسم لوحاتها روابط مشجعي الأندية المحلية وفي مقدمتها رابطة مشجعي نادي الاتحاد العريق.
المشاهد الاحتفالية سرعان ما غابت بعد نهاية المباراة ونتيجتها التي خيبت آمال وطموحات أبناء حلب حالهم كحال أبناء باقي المحافظات السورية، وغلب الوجوم على محيّا أبناء الشهباء، الذين عبّروا لـ “أثر برس” عن خيبة أملهم بأداء اللاعبين عموماً والمدرب الألماني “شتانغه” بشكل خاص.
وحمّل “زكي” أحد المشجعين الحريصين على متابعة جميع مباريات المنتخب الودية والرسمية، مسؤولية التعادل السلبي في المباراة بشكل كامل للمدرب، مبيناً أن الألماني لم يوفق سواء في اختيار التشكيلة أو في عملية التبديل التي تخللت المباراة، واعتبر أن الخطأ الأكبر تمثل في عدم استدعاء النجم فراس الخطيب إلى صفوف المنتخب، مطالباً باتخاذ إجراءات حازمة من قبل إدارة المنتخب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل المباراتين القادمتين أمام المنتخبين الأردني والأسترالي.
وفي الوقت ذاته، أكد عدد من المشجعين الموجودين في أحد مقاهي حي الجميلية لـ “أثر برس”، أن الأمل موجود باجتياز الدور الأول وتحقيق نتائج إيجابية في المباراتين القادمتين، وخاصة أن المنتخب السوري قادر على اللعب تحت أصعب الظروف ورغم كل الضغوط، معربين عن تفاؤلهم بتحقيق نتائج إيجابية مميزة تليق بالسمعة الكبيرة التي حققها المنتخب سابقاً خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وكان المنتخب السوري تعادل مساء أمس مع نظيره الفلسطيني في افتتاح مبارياته ضمن المحفل الآسيوي، بعد أداء مخيّب اعتمد فيه الجانب الفلسطيني على التمركز الدفاعي المكثف، في حين تنتظر المنتخب مباراة صعبة أمام الشقيق الأردني يوم الخميس القادم والتي تعتبر بمثابة بوابة العبور الرئيسية لعبور دوري المجموعات واللعب في الدور الثاني من البطولة للمرة الأولى في تاريخ المنتخب الوطني.
زاهر طحان- حلب