لا نبالغ إذا ما قلنا أن معركة شبه مجنونة ستشتعل في مركز تنظيم “داعش” بمحافظة الرقة شمال سوريا، حيث بدأت منذ صباح اليوم إرهاصات المعركة المتشابكة التي تقودها “قوات سوريا الديمقراطية” بدعم أمريكي.
وبدا لافتاً ما نقلته مصادر “إسرائيلية” قبل أيام حول إجراء الولايات المتحدة مفاوضات سرية غير مباشرة مع تنظيم “داعش” بشأن انسحاب مقاتليه دون أسلحة من الرقة، وذلك لضمان المرور الآمن لهم ولأسرهم إلى مدينتي الميادين والبوكمال في جنوب شرق سوريا.
هذه المفاوضات تقودها “قوات سوريا الديمقراطية”وهي قوة تتألف إلى حد كبير من مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردية” وقوات القبائل العربية السورية المدربة والمسلحة من قبل الأميركيين، مع العلم أن “قوات الدفاع الذاتي” تعمل تحت قيادة ضباط من القوات الخاصة الامريكية.
وترغب الولايات المتحدة في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية من هذه المفاوضات:
أولاً- الاحتلال السريع للرقة دون وقوع إصابات في صفوف القوات المهاجمة التي تدعمها.
ثانياً- الاستيلاء على الرقة، الأمر الذي سيسهل على القوات الأمريكية والكردية السيطرة على الحدود السورية العراقية في الشمال، وبعدها ستقوم القوات الخاصة الأمريكية، جنباً إلى جنب مع الفصائل المعارضة المدربة في الأردن بحملة مماثلة في جنوب سوريا.
ثالثاً- إذا ترك “داعش” الرقة بدون معركة فإن الولايات المتحدة أو على نحو أدق القوات الأمريكية في شمال سوريا، لن تحتاج للقوات الكردية ووحدات حماية الشعب الكردية للاستيلاء على الرقة، ومن شأن مثل هذا التطور أن يسهل على إدارة الرئيس ترامب وقف التدهور السريع في العلاقات بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووقف التقارب السريع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان في الأيام الأخيرة.
سباق السيطرة على الرقة بدأ منذ أشهر لكن من الواضح أن “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكياً هي السبّاقة لإنهاء المعركة القادمة مع توقع دخول القوات السورية على الخط الساخن للمعارك، وربما ستكون هذه المعركة شبيهة بمعركة الباب.