لم يستطع السوريون بمختلف انتماءاتهم أن ينأوا بأنفسهم عما يجري من خلافات بين قطر ودول الخليج بسبب ارتباط الأزمة السورية بشكل كبير بقطر، فالموالون للرئيس السوري بشار الأسد لم يخفوا “رضاهم” بما يحصل مع قطر وبقطع الدول علاقاتها الدبلوماسية معها، أما المعارضة السورية وصفت دور قطر بالسيئ رغم كل الدعم الذي توليه لبعض “الفصائل المسلحة”.
وتعد دولة قطر واحدة من الداعمين الأساسيين لفصائل متطرفة في سوريا، أبرزها فصيل “فيلق الرحمن” المتمركز في حي جوبر شرق دمشق، والمسؤول عن إطلاق آلاف قذائف الهاون على العاصمة السورية، بالإضافة للتمويل القطري لتنظيم “جبهة النصرة” والمنتشر على عدة جبهات سورية.
بالمقابل، لم تخف السعودية يوماً دعمها المباشر، المادي والسياسي، لفصيل “جيش الإسلام” المتمركز في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
على الجانب الآخر، بدت ملامح الخوف والقلق جلية في منشوارت المعارضين السوريين، إذ أن الخلاف الخليجي أو الدولي إذا ما صح التعبير سيطال حكماً بل سيؤثر على الدعم العسكري واللوجستي والمادي الذي يتلقاه المعارضون من دول الخليج.
وبما أن المعارضة (السياسية والمسلحة)، منقسمة الولاء والتمويل والدعم، سيكون من الصعب جداً تبني موقف حيادي يجنبها الوقوع في مأزق استعداء الأطراف الأخرى والانخراط في معارك الموالاة والمعارضة للدول التي تدفع لها أو تمنع عنها.
ولعلّ الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، وبالتحديد “جيش الإسلام” المدعوم سعودياً و”فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة” المدعومين من قطر أكبر مثال على ذلك.
من جهته، لم يعلّق “الائتلاف السوري” المعارض، على ما يجري رغم أن قطر هي من أسسته، واكتفى رئيس دائرة الإعلام في “الائتلاف، أحمد رمضان بالقول: “الموضوع قيد الدراسة ونحن لا نرغب في التعليق حالياً”.
وأضاف رمضان: “نتمنى أن يكون هناك وحدة في الصف العربي، لأن ذلك في مصلحة الشأن السوري بشكل عام”.
بدوره قال عضو وفد “هيئة المفاوضات السورية المعارضة بمفاوضات جنيف”، خالد المحاميد: إن “قطر مارست دوراً سلبياً في الأزمة السورية”، مؤكداً “أنه كان لديها أجندة مغايرة لتطلعات السوريين”.
وأكد المحاميد أن “السوريين ليسوا خارج هذا الصراع، بل في لب الموضوع، لأن قطر لاعب رئيسي منذ البداية، ولكن دورها كان سيئاً، خاصة في الجنوب السوري”.
يذكر أن الجانب الرسمي السوري التزام الصمت على ما حصل من خلافات بين السعودية ومصر والإمارات ومملكة البحرين، وعدد من الدول الأخرى.