أثر برس

حكاية أثر| لسان حال والد دمشقي: بأي حالٍ عدتَّ يا عيد؟

by Athr Press

أنا ابن هذه المدينة التي نُصّبت ذات يوم أمٌّ للفقير، أنا ابن هذه الأرض التي لم تبخل يوماً بإطعام أبنائها وفقرائها دون أي شكل من أشكال الفروقات الطبقية.. أذكر تماماً طفولتي حين كنت انتظر يوم العيد بفارغ الصبر، لا لشيء، فقط لآكل الحَلويات، معمول جدتي وبلورية جارتي، كعكة عمي وأقراص خالتي.

تُراني أشتاق الطعم أم ماذا؟، أنا غير مشتاق، أنا خجلٌ من زوجتي وولداي، كيف لي أن أسد رمق العيد ببضعة سُكّر، أطلب البضعة لا أكثر، كيف لي أن أستيقظ يوم “الفطر” وصحون البيت فارغة! خالية من أدنى مقومات العيد، وعيناي ولدي تهمس خجلاً: “بضعاً من حقوقي أريد!”.

6 سنوات من الحرب لم ترحمني، ويبدو أن السابعة أيضاً لن ترحمني، من السبب؟، من الجاني، ذاك التاجر أم الحكومة؟ النجمة الخضراء أم الحمراء؟ الراية السوداء أم أصحاب المنابر؟.. القاسم المشترك بين كل هذه التساؤلات، هو السلاح، السلاح الذي يواجه ولدي فقط، فقط.

حدثونا أمس على شاشة التلفزيون عن الياسمين الدمشقي وعن اعتزازنا به، مرفقين ذلك بأغنية “شآم ما المجد، أنت المجد لم يغب”، الغريب أن قلبي لم يخفق كعادته، وإنما بكى شوقاً، وربما خجلاً، لامساً بيدي جيبي التي لا يحوي سوى بضعة نقود لا تكاد تشتري لي فطور هذا اليوم فقط.

 

على هامش قصة ذاك الوالد

لائحة في أسعار الحلويات التي ستباع قبيل عيد الفطر من عام 2017م:

 

  • معمول بعجوة: 3000 ل.س
  • معمول بفستق: 9000 ل.س
  • بلورية: 12000 ل.س
  • غريبة: 2500 ل.س
  • عش البلبل: 8000 ل.س

 

وتطول القائمة، وتطول

لكن دون جدوى!

 

 

اقرأ أيضاً