أثر برس

أبناء الشرقية يخلقون حلولاً بديلة للجسور التي دمرها “التحالف الدولي”

by Athr Press G

خاص || أثر برس

شكلت الجسور الرابطة بين ضفتي نهر الفرات في محافظتي الرقة ودير الزور هدفاً لغارات “التحالف الدولي” منذ أن بدأ عملياته في الأراضي السورية، وذلك بحجة التأثير على قدرة تنظيم “داعش” على نقل الإمدادات بين ضفتي النهر، وتكثفت هذه العمليات خلال مرحلة تمهيدية لاحتلال مدينة الرقة أسميت من قبل واشنطن بـ “مرحلة عزل الرقة”، ما أثر بشكل كبير على حياة المدنيين في المحافظتين، ليتحول السكان إلى وسائل متعددة في الانتقال بين ضفتي النهر.

الطرادة.. أو العبارة

السفن الصغيرة القادرة على حمل أوزان ثقيلة، تُعرف لدى سكان المنطقة بأسماء متعددة، فما بين “الطرادة”، و”العبّارة”، لا يختلف عليها السكان كثيراً، فالمهم هو التنقل بين ضفتي النهر، وفي مناسبات عدة كانت هذه السفن وسيلة للنزوح من المناطق التي شهدت معارك عنيفة مع تنظيم “داعش” الذي حاول التمسك بمناطق “غرب الفرات”، أكثر مما أبداه من تمسك بمناطق شرقه التي سلمها تباعاً لـ “قوات سوريا الديمقراطية” من خلال الاتفاقيات التي عقدها بدءاً من منبج، وصولاً إلى آخر الجيوب الصغيرة كـ “هجين – الشعفة – السوسة”، والقرى التي تحيط بها.

يقول “أبو إسراء”، في حديثه لـ “أثر برس”: “إن التمكن من العودة إلى مناطق “الشامية” الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات بعد نحو عامين من النزوح يعتبر إنجازاً مهماً، فالمنطقة باتت آمنة بسيطرة الجيش السوري عليها، وماكان يؤخر العودة هو الإجراءات الأمنية المتبعة من قبل “قسد” التي منعت خروج النازحين من المخيمات، ومَن تمكن من العودة هم من كانوا يقيمون كضيوف عند أقاربهم في المنطقة”.

يضيف الرجل الذي انتقل عبر “الطرادة” مع سيارته وأسرته: “هذه هي الطريقة الوحيدة لعبور مجرى نهر الفرات العريض نسبياً، والذي تعد حركة المياه فيه غزيرة في هذا الوقت من العام، تكلفة الرحلة ما بين ضفتي النهر للعائلة التي تصطحب معها سيارة تصل إلى 25 ألف ليرة سورية في بعض المعابر، في حين أن بعضها الآخر قد يتقاضى أجراً يصل إلى 35 ألف ليرة، والسبب في ذلك، هو قلة المعابر والطلب الزائد عليها، ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات في ريف دير الزور في المرحلة الماضية بسبب تحكم مجموعات تابعة لـ “قسد” بهذه التجارة”.

القوارب.. للصيد والتجارة

تعمل القوارب الصغيرة في ريف دير الزور والرقة، على نقل البضائع بين ضفتي النهر في الأوقات التي تكون غير مناسبة لصيد السمك، ففي الفترة التي تلت عملية تدمير الجسور بما في ذلك “جسور السكك الحديدية”، أصبح نقل الخضار والمواد الغذائية ما بين طرفي النهر مسألة تحتاج إلى القوارب، بعض أصحابها هم تجار أصلاً اشتروا قوارب صيد السمك ليسهلوا تجارتهم، والبعض الآخر يقتصر عمله على النقل.

يقوم “حميد الطحطوح” في حديثه لـ “أثر برس”: “إن تحرك القارب يعتمد على أحد أمرين، الأول من خلال التجديف اليدوي، والثاني من خلال المحركات الصغيرة التي تركب على القارب لزيادة سرعة الحركة والتنقل ما بين ضفتي النهر”، فنقل الركاب يعد واحداً من مصادر الرزق بالنسبة لأصحاب القوارب، فيما تعد أكثر العمليات ربحاً هي نقل البضائع المهربة، ففي المناطق التي تخضع لسيطرة “قسد”، أي المناطق الواقعة على الضفة الشرقية للنهر، يكون أفضل ما يهرب هو “الأدوية السورية – المشتقات النفطية الحكومية”، كما إن نقل كميات من الطحين والخميرة والمواد الأساسية تعتبر تجارة رائجة في مناطق “الجزيرة”، أي تلك التي تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، أما في العمليات المعاكسة، فإن نقل الركاب هو الأكثر ربحاً، إضافة إلى نقل الخضار إلى المناطق الواقعة على الضفة الغربية التي يسميها السكان المحليون بـ “الجزيرة”.

هوامش..

خلال الأسابيع الماضية عملت وسائل الإعلام التابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” على إصدار تقارير عن إعادة صيانة جسر الرقة القديم، إلا أن ما ظهر من عمليات الصيانة المفترضة، تكشف عن استخدام ألواح الزنك “التوتياء”، لتأمين حركة المشاة فقط.

جسر “معدان” الواقع في الريف الشرقي لمحافظة الرقة، تمت صيانته من قبل السكان المحليين أكثر من مرة عبر وضع أنابيب خرسانية وردمها بالأتربة، إلا أن ارتفاع مستوى نهر البليخ بسبب فتح تركيا لبوابات سدوده أدى إلى تهدم أجزاء من الجسر الذي دمر سابقاً بفعل الغارات الأمريكية، والذي ترفض قسد صيانته.

محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية

 

اقرأ أيضاً