نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً لصحفي “فريد ريان”، يتحدث فيه عن اللامبالاة الدولية بعد مرور 6 أشهر على جريمة قتل وتقطيع جثة الصحافي جمال خاشقجي بالرغم من توصل وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى القاتل.
وجاء في المقال:
قبل 6 أشهر، دخل رجل يقترب من تحقيق سعادته الكبرى إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، فيما كانت المرأة التي ستصبح زوجته تنتظر أمام بوابتها، وذهب إلى هناك بناء على توجيه مسؤولين سعوديين للحصول على وثائق ضرورية لزواجه المقبل، إلا أن مصيدة نصبت بعناية كانت تنتظره، فكانت هناك مجموعة سفاحين تترقب دخوله، وقاموا بقتله بطريقة وحشية وقطعوا جثته.
وهل يستحق الصحفي جمال خاشقجي هذا المصير؟، فقد هوجم بناء على أوامر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لأنه كان ببساطة يقوم بعمله الصحافي: “قول الحقيقة”.
أما من أمر بالقتل، فهو محمد بن سلمان، الذي تنقل حول العالم في دول مثل روسيا والصين والهند وباكستان، واحتك مع قادة العالم الآخرين، كجزء من جولة عالمية تهدف لإعادة تأهيل السمعة.
ولإنصاف، أدت وكالة الاستخباراتية الأمريكية عملها بكفاءة، واستنتجت بثقة عالية أنّ ابن سلمان كان بالفعل وراء مقتل خاشقجي.
كما أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ موقفاً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للإدانة بأشد العبارات الممكنة مقتل خاشقجي ودعوة السعوديين للتعاون مع تحقيق مستمر للأمم المتحدة، فيما علقت دول ديمقراطية غربية زياراتها السياسية إلى السعودية، وقلصت مبيعات الأسلحة، وحجبت بوادر الدعم الأخرى للنظام السعودي.
ولكن، ماذا عن الولايات المتحدة حاملة لواء الحرية حول العالم لفترة طويلة؟، وماذا عن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والذي دافع عن ولي العهد السعودي بكل غباء وبسالة؟