رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن حملة العقوبات الأمريكية على إيران قد تأتي بنتائج عكسية، مشيرة إلى أن وضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب الأمريكية يفترض أنه سيضعف من الحرس وفيلق القدس التابع له، غير أن الكثير من محللي الاستخبارات الأمريكية والأوروبية لا يتوقعون ذلك.
وقال الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس، في مقال له بالصحيفة: “إن تقييمات المخابرات الغربية، تفيد بأن الحملة ضد الحرس الثوري الإيراني تمنح اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وحلفاءه، قوة أكبر خصوصاً في مجال الاقتصاد”.
وأشار الكاتب إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عندما أعلن يوم الاثنين الماضي وضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، حيث أكد “أن التاريخ أثبت أنهم دائماً ما يجدون طرقاً للتهرب من العقوبات والضغوط، ومن ثم فإن العقوبات الاقتصادية ستضر بالشعب الإيراني بالدرجة الأولى”.
وتساءل الكاتب قائلاً: “هل الضغط على إيران هو جزء من استراتيجية تتبناها إدارة ترامب من أجل دفع إيران للمفاوضات؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا منعت الولايات المتحدة أي اتصال بوسطاء داخل السلطة في طهران؟”.
ويضيف إغناتيوس تساؤلاً آخر حيث يقول: “هل تسعى إدارة ترامب بدلاً من دفع إيران للتفاوض إلى الضغط عليها من أجل تغيير سياساتها لتكون أقل قوة؟”
ما يمكن قوله- بحسب الكاتب- أن العقوبات التي استخدمتها الولايات المتحدة على إيران بعد الانسحاب من اتفاق النووي، قد أضرت طهران بشدة، حيث انخفضت صادرات النفط الإيراني من 2.5 مليون برميل يومياً عام 2018 إلى نحو 1.25 مليون برميل في فبراير الماضي، وفقاً لوكالة “رويترز”، كما توقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6% هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 3.9% العام الماضي، وأن يبلغ التضخم نحو 47.5%، إلّا أن ذلك لن يؤثر بشكل فعلي على الحرس الثوري الذي لا يستثمر جزء كبير من اقتصاد البلاد.
يشار أن السياسة الأمريكية باتت منذ وصول ترامب إلى سدّة الحكم تخضع بشكل شبه كامل للمصالح الـ”إسرائيلية” دون النظر إلى المصلحة الأمريكية وتبعات تلك الإجراءات على صورة الولايات المتحدة عالمياً.
ويعتبر تصنيف أمريكا للحرس الثوري الإيراني كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، أول إجراء رسمي من هذا النوع من قبل واشنطن تمثل بتصنيف قوة عسكرية في بلد آخر رسمياً على أنها “جماعة إرهابية”.