نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً حول السياسة السعودية المتضامنة بشكل مفاجئ مع السودان والهدف من ذلك.
وتقول كاتبة المقال نسرين مالك إن اهتمام السعودية المفاجئ بالسودان لم يكن بدافع الصداقة بل الخوف، مشيرة إلى أن العائلة السعودية الحاكمة ترى في انتفاضة الشعب السوداني على الرئيس عمر البشير مؤشراً على خطر مماثل يهددها ويُنذر بزوال حكمها.
ولفتت الكاتبة إلى أن السعودية قبل فترة من اندلاع احتجاجات السودان، تعاملت بتململ واضح معه، ولم يكن هذا البلد يعني لها سوى أنه مصدر للإمداد ببشر تستخدمهم على الجبهة في حربها على اليمن.
ورأت الكاتبة أن السعودية لم تعد ذلك البلد الذي يسعي لتعزيز نفوذه عبر تقديم مساعدات للمدارس الدينية أو لجماعات في العالم العربي وبلدان جنوب آسيا، بل أصبح لديها دور متعمد يرمي إلى إحباط أي تغيير سياسي متى قدرت على ذلك.
وأشارت نسرين في هذا الصدد إلى تعهد المملكة بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة -بعيد إزالة البشير- بتقديم ثلاثة مليارات دولار للسودان لدعم اقتصاده، وبالتالي دعم حكومة المجلس العسكري الانتقالي، مشفعة ذلك بحملة على وسائل الإعلام التابعة لها لتلميع صورة قائد المجلس المذكور.
وختمت الكاتبة بقولها إن من وصفتهم بـ”الثوار السودانيين” المستمرين في حزمهم يمكن أن يطالبوا بإبعاد البشير وبقايا نظامه، لكن أنى لهم أن يواجهوا السعودية وحلفاءها في المنطقة الذين ينقلون للحكومة الانتقالية المساعدات جوا؟ مشيرة إلى أن العبء على الثورة السودانية أثقل، لكن المكافأة “إن نجحت” فستهز عروش جميع الطغاة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، على حد تعبير الكاتبة.