خاص || أثر برس بدأ مسلحو الفصائل المدعومة تركياً حملةً جديدة من مصادرة المحاصيل الزراعية العائدة لأهالي منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، في خطوة تجسد استمرار الانتهاكات التي تمارسها الفصائل بحق المدنيين في المنطقة.
مصادر أهلية من عفرين أفادت لـ “أثر برس“، بأن مسلحين تابعين لفصيل “العمشات”، أحد الفصائل المسلحة العشائرية الموالية لتركيا، أقدموا يوم أمس الثلاثاء على مداهمة الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها لأهالي بلدة “ياخور” في ناحية “معبطلي” شمال غرب منطقة عفرين، مصطحبين معهم شاحنات وجرارات، وعمدوا إلى مصادرة محاصيل السمّاق التي تشتهر بها أراضي القرية.
وقالت المصادر بأن عملية المصادرة تمت على مرأى من أصحاب الأراضي الذين لم يتمكنوا من الحؤول دون سرقة محاصيلهم نتيجة تهديدهم بالسلاح من قبل مسلحي الفصيل، والذين سرقوا ما يزيد عم /80%/ من محاصيل الأراضي ونقلوها مباشرة إلى مدينة إعزاز، حيث تم تكليف عدد من تجار المدينة ببيعها هناك لحساب عدد من القادة.
وتزامنت حملة مصادرة محاصيل السماق في “ياخور”، مع حملة مماثلة نفّذها مسلحون تابعون لفصيل “فرقة السلطان مراد” في قريتي “الدار الكبير” (دركير)، و”شيركان” التابعتين للناحية ذاتها، حيث اقتحم مسلحو الفصيل الأراضي الزراعية التابعة للقريتين وصادروا محاصيل الأراضي من الفواكه الموسمية تحت ذريعة أن “أصحاب الأراضي يتعاملون في الخفاء مع مسلحي الوحدات الكردية والخلايا النائمة التي تتبع لها”، وفق قول المصادر لـ “أثر برس”.
وكما جرت العادة، سارع مسلحو “السلطان مراد” إلى نقل المحاصيل بشكل مباشر إلى سوق مدينة إعزاز لبيعها هناك، كون المدينة تعتبر الأكبر والأكثر أهمية على الصعيد الاقتصادي من بين المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة.
وبالتزامن مع عمليات المصادرة، أشارت المصادر إلى أن مسلحي “العمشات” فرضوا طوقاً كاملاً حول ناحية “راجو” والقرى التي تتبع لها، ونشروا حواجزاً لهم في كافة الطرق المؤدية من وإلى الحدود الإدارية للناحية، وتمحور عمل هذه الحواجز على منع المزارعين من نقل محاصيلهم، وخاصة منها محاصيل السمّاق، خارج الناحية سواء إلى مدينة عفرين أو إلى سوق إعزاز، فيما تم السماح لعدد منهم بنقل محاصيلهم مقابل مبالغ مالية كبيرة على سبيل “الأتاوة” تراوحت قيمتها بين /15,000/ و/20,000/ ليرة سورية، بحسب حجم الشاحنة وكمية المحاصيل التي تنقلها.
إلى ذلك، أكد مصدر أهلي من منطقة عفرين لـ “أثر برس”، بأن مسلحي الفصائل المدعومة تركياً، فرضوا خلال الأسبوع الماضي سلسلة من الضرائب المرتفعة على المزارعين في مختلف قرى وبلدات المنطقة، حيث بيّن المصدر بأن الضرائب تعلّقت هذه المرة بمسألة السماح للمزارعين بتسويق محاصيل الفواكه الموسمية التي تنتجها أراضيهم مقابل نسبة معينة من الأرباح، علماً أن الضرائب التي كانت مفروضة على المزارعين خلال الفترة السابقة كانت تتعلق بدفع مبالغ مالية بشكل مباشر لقياديي الفصائل مقابل السماح بجني المحاصيل وليس تسويقها.
وفي سياق متصل، واصل مسلحو الفصائل المدعومة تركياً عمليات خطف المدنيين وابتزاز ذويهم من أنحاء متفرقة في منطقة عفرين، حيث سجل خلال الأيام الماضية إقدام مسلحي الفصائل على خطف العشرات من أهالي القرى التابعة لنواحي “معبطلي” و”راجو” و”جنديرس”، حيث تم إطلاق سراح عدد منهم بعد نجاح عملية التفاوض التي جرت بين الأهالي وبين مسلحي الفصائل، لإطلاق سراح المخطوفين مقابل مبالغ مالية تراوحت بين /100,000/ و/500,000/ ليرة سورية عن المخطوف الواحد.
زاهر طحان – حلب