لا تزال تركيا مستمرة بتهديداتها لـ”الوحدات الكردية” بشن عملية عسكرية ضدهم، وآخر التطورات التي طرأت في هذا الملف هو المحادثات الأمريكية-التركية حول مشروعهم المشترك المسمى بـ”المنطقة الآمنة“، حيث أعلن الجانب الأمريكي فشل هذه المحادثات وبدوره شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده مصرة على إنشاء هذا المشروع الذي وصفته الدولة السورية بـ”الاحتلالي”.
وحول هذا المشروع أشارت “جمهورييت” التركية إلى أن:
“الولايات المتحدة تريد إقامة ممر أمريكي في شمال سورية، لا ممر كردي، فيما تريد تركيا أن تجذب الأمريكيين إلى جانبها، وتقيم منطقة آمنة بالتعاون معهم حصراً، لكن مثل هذه الخطط لا توصل، برأي بورصالي، إلا إلى تقسيم سورية.. وحل المسألة الأمنية لا يمكن حلها إلا بالتنسيق مع دمشق”.
واعتبرت “الأخبار” اللبنانية أن الهدف الأساسي لتركيا هو قضم المزيد من مساحات الأراضي السورية، فورد فيها:
“تواصل تركيا سياسة القضم التدريجي، بدءاً من شمال العراق وصولاً إلى شمال سورية، في حركة لا تزال تذكّر بأنّ حدود حركتها الجغرافية والسياسية والاجتماعية هي حدود الميثاق الملّي نفسه لعام 1920”.
فيما تحدثت صحيفة “الخليج” عن احتمال حدوث العملية العسكرية بشكل عام، فنشرت:
“أي عملية عسكرية تركية واسعة أو محدودة في شمال شرق الفرات أو أي مشروع لإقامة منطقة آمنة لا يمكن أن يحصل من دون موافقة أو التفاهم مع الولايات المتحدة، وسنرى في الأيام والأسابيع المقبلة ما إذا كان هناك تغيير في سياسة أمريكا السورية أم لا، خصوصاً في عهد دونالد ترامب المتذبذب على قاعدة كل يوم بيومه”.
يبدو أن المشهد في الشمال السوري يتجه نحو التصعيد، وأن هناك توافق أمريكي-تركي لم يتم التصريح به علناً إلا ماتحدث عنه بعض المسؤولين اكرد والأتراك، ومع الإصرار التركي لإنشاء ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” والسعي لأن تكون هذه المنطقة بإدارة أمريكية-تركية يُثبت أن هدف تركيا من تهديداتها بشن عملية عسكرية ليس حمايةً لأمنها القومي كما يدعي مسؤوليها، بل السعي للسيطرة على المزيد من المناطق السورية الاستراتيجية بالتنسيق مع واشنطن.