قضى مدنيون وأصيب آخرون جراء استهداف منزلهم في ريف الحسكة بقصف مروحي من القوات الأمريكية.
وأفادت وكالة “سانا” الرسمية بأن مروحية تابعة للقوات الأمريكية استهدفت منزلاً في قرية جاموس شرق مدينة الحسكة.
ونقلت عن مصادر أهلية في المنطقة أن طائرة مروحية تابعة للاحتلال الأمريكي استهدفت بالصواريخ منزلاً في قرية جاموس بعد محاصرته من قبل “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” لعدة ساعات ما أدى إلى تدميره ومقتل وجرح جميع من كان بداخله.
رب العائلة سعيد صيوح يؤكد لـ “أثر” أنه قبل 15 عاماً، عندما أراد الزواج، بنى غرفة في قريته من “حجر قطع”، لكنه بعد مرور ثلاث سنوات أصبح سقف الغرفة يرشح بقوة، مضيفاً: “بت خائفاً أن ينهار السقف علينا، فما كان أمامي سوى بناء غرفة ثانية مجاورة، لكن من المعلوم أن عملية البناء مكلفة جداً، وليس لدي مال أو أحد أستدين منه، فأهلي حالتهم المادية (على قد حالهم)”.
وأضاف: “صحيح أن كهفنا أو منزلنا أو أي تسمية تشاؤون، يفتقد لكل مقومات الحياة، لكنه يضمن لعائلتنا سقفاً نجتمع تحته بحب وأمل أن الغد سيكون مختلفاً”، مشيراً إلى عدم توفر المياه والكهرباء والغاز وغيرها من ضروريات الحياة، مدللاً بأنهم ينقلون المياه من نبع القرية الذي يبعد عن منزلهم الحجري نحو كيلو متر، وذلك بالعبوات البلاستيكية ليتمكنوا من تأمين احتياجاتهم المتعددة من المياه. ناهيك عن استخدام الحطب للطبخ والتسخين والغسيل والتدفئة شتاء.
أحلام صيوح وعائلته بسيطة بساطة الحياة الأولية التي يعيشونها، بدون تعقيد مغريات الحياة والتسلق على استدرار مشاعر التعاطف مع حياتهم البائسة، إذ يحلم صيوح بمشروع صغير دون أن يحدد أو حتى يخطط لماهية ذلك المشروع، فهمه الوحيد هو مصدر رزق يستند إليه لتحسين مستوى معيشته.
مرارة الحياة التي يتجرعها صيوح وعائلته يومياً لا يحليها سوى سعادته الغامرة بتفوق أولاده الأربعة في الدراسة، إذ يقول والغصة تتدحرج قبل الكلمات لتكبت دموعاً قد تتسلل إلى عينيه فتسلب فرحته كبريائها: “لا يهون عليّ مرارة عيشي وقلة حيلتي سوى أن أولادي من الأوائل على زملائهم في المدرسة التي حرصت أنا وأمهم على إرسالهم إليها وتدبر احتياجاتهم المدرسية ولو قطعنا الكثير من لوازمنا حتى نؤمن لهم مستقبلهم العلمي”.