أثر برس

آخر صناع شد وتقشيش كراسي الخيزران في اللاذقية لـ”أثر”: الجيل الحالي لا يعرف قيمتها التراثية والصحية

by Athr Press G

خاص || أثر برس يعتبر حال مهنة شد وتقشيش كراسي الخيزران كحال المهن التراثية الأخرى في محافظة اللاذقية في صراعها الخاسر مع وسائل التكنولوجيا الحديثة من أجل البقاء، فهي ذاكرة الطفولة بالنسبة للعديد من سكان اللاذقية الذين عاصروا تلك المهن في عزها.

نضال أكهاري والذي يعتبر آخر من بقي يعمل في هذه المهنة في اللاذقية قال لـ”أثر”: “أمارس هذه المهنة منذ حوالي 50 عاماً، بدأت كهواية في صغري وكنت أتردد على محل والدي أراقبه وأتعلم منه هذه المهنة، حتى اعتمدتها كمهنة أساسية وورثتها عنه”.

وأضاف أكهاري: “في السابق كان الجميع يعتمد على كراسي الخيزران قبل انتشار كراسي البلاستيك والجلد، وكان حجم العمل كبيراً، ولكن اليوم بسبب ارتفاع سعر الكرسي والذي تجاوز 100 ألف ليرة عكف الناس عن استخدامه، إلا محبي اقتناء التحف الذين يبحثون عن ترميم الكراسي التي تجاوز عمرها 100عام.

وعن مزايا وفوائد كرسي الخيزران يوضح أكهاري أنها لا تسبب إنقراص للفقرات ولا آلام في الرقبة، بحسب رأيه.

وبين أكهاري أن أغلب مستخدمي كرسي الخيزران هم أصحاب المهن والمقاهي الشعبية التراثية التي من شروط زبائنها وجود كراسي الخيزران، لأن الناس لديها حنين للماضي وللذكريات، مدلاً على ذلك بأن كرسي الخيزران له وزن وثقل ومكانة بين الناس والجيل الحالي لا يعرف قيمته.

وبحزن وغصه يتابع أكهاري حديثه بالقول: “هذه المهنة أصبحت شبه منقرضة وقد أجزم أنه في سوريا عدد قليل جداً من الحرفيين لا يتجاوز 2 أو 3 فقط يعملون في شد الكراسي منهم حرفي في دمشق قريب منطقة مقهى الكمال والثاني في حمص وأعتقد أنهما توقفا عن العمل”.

كيفية ترميم وإصلاح الكراسي ونسجها وتقشيشها يتحدث عنها أكهاري قائلاً: “كلمة التقشيش جاءت من القشة وهي قشرة الخيزران الأخضر التي تتم معالجته بـ “المكنة” والذي يبدأ من الإطار وثقبه وإعادة نسجه وترميمه يدوياً بخيط من القش الطبيعي والذي يعتبر أفضل من القش صناعي”.

وأضاف: عملية النسج والتقشيش تعتمد على 6 مراحل، والتي تبدأ بأخذ الخيط بشكل طولي، والمرحلة الثانية بشكل أفقي والثالثة في المائل لربط الطول بالعرض وتعاد الحركة الرابعة مثل الأولى والخامسة مثل الثانية والسادسة مثل الثالثة لتتشكل كرسي الخيزران.

وأوضح أكهاري أن الأدوات المستعملة في صناعة كرسي الخيزران هي أدوات بسيطة مؤلفة من خيط ومخرز و”بينسة” أو تسمى “قطاعة”.

أجرة صيانة الكرسي تتراوح بين 25 – 50 ألف ليرة، ومجاني للجمعيات الخيرية وأسر الشهداء والمعاقين، خاتماً حديثه: “طبعاً ابني تعلم المهنة وإنشاء الله سيرثها عني كي لا تنقرض”.

تجدر الإشارة إلى أن صناعة كراسي الخيزران تعتبر من الحرف التقليدية والتراثية وأحد الشواهد الثابتة على الصناعات التراثية والتي تمثل جزءاً مهماً من التراث الشعبي في سوريا.

زياد سعيد – اللاذقية

 

اقرأ أيضاً