خاص|| أثر برس بدأت سيدات موظفات بالبحث عن عاملة لتعزيل منازلهم تزامناً مع اقتراب قدوم عيد الفطر وانتهاء فصل الشتاء؛ ولكن على ما يبدو أن البحث صعباً جداً خاصة في ظل ندرة هؤلاء العاملات وعدم قبولهن بالمجيء والعمل في المنازل نظراً للأجر المتدني.
تقول بدرية وهي تعمل منذ عشر سنوات في تنظيف المنازل: “إن الوضع الاقتصادي لم يعد يسمح لي بأن أتقاضى 40 ألفاً على تعزيل غرفة فالوضع أصبح سيئ جداً فأنا مثلاً: آتي من مكان بعيد وأجرة المواصلات على حسابي كما أنني أقوم بتعزيل غرفة أربع جدران ونوافذ وسقف مقابل 40 ألفاً فقط وهذا لا يجوز”، مضيفة لـ “أثر”: “تلقيت اتصالات كثيرة من عدد من السيدات؛ ولكني لم أذهب إلى أية واحدة حتى الآن؛ لأننا لم نتفق على مبلغ فأنا اليوم أتقاضى على غرفة واحدة مع نوافذها وسقفها 75 ألف ليرة”.
أما السيدة نوال وهي مهندسة تصف وقتها بالضيق وبأنها لا تستطيع أن تقوم بعملية التعزيل؛ لأن هذا صعب جداً عليها وتالياً يحتاج إلى عاملة خبيرة، لافتة إلى أنها استقدمت خادمة وحددت معها موعد واتفقنا على المبلغ المطلوب من دون خلاف.
من جانبه سومر وأثناء بحثه عن عاملة لتعزيل المنزل قبل حلول العيد، يقول لـ “أثر”: “استوقفني إعلان لمجموعة شبان أسسوا فريق يقوم بالعمل في المنازل مقابل أجر متفق عليه وساعات محددة وأحضرتهم”.
بدوره، خلدون وهو طالب جامعي شكّل ورشة لتنظيف البيوت وهي مؤلفة من أصدقائه كما قام بتأسيس صفحة على موقع “فيسبوك”، وأوضح أن انطلاقتهم بدأت منذ عدة أيام وعمل الورشة نال استحساناً كبيراً خلال فترة قصيرة، نظراً لمهارة العاملين في التنظيف، وسرعتهم بإنجاز ما تطلبه منهم ربات البيوت.
وبيّن خلدون لـ “أثر” أن أجرة تنظيف الشقة مع جدرانها تعتمد على المساحة وعدد الغرف وهي بين 60 ألف ليرة سورية، للغرفة الصغيرة و90 ألف ليرة للغرفة للكبيرة، مشيراً إلى أن هذا العمل يدر دخلاً جيداً للورشة، ويمكّن جميع أفرادها البالغ عددهم 6 شباب، من مواصلة دراستهم ومساعدة أُسرهم أيضاً.
من جهتها، روعة كانت منذ زمنٍ تعيل أمها وتساعدها في تعزيل منازل الناس التي يطلبونها، وكانت تعتبر أن الأجر الذي تأخذه والدتها ضعيف جداً، وبعد وفاة والدتها بقيت لوحدها وظل يطلبها الناس وتقوم بتعزيل منازلهم، مبينة لـ “أثر” أن والدتها لم تنجح في تعليمها إلا هذه المهنة.
ولم تنكر روعة أن الدخل جيد نوعاً ما ويختلف بين منطقة وأخرى، مضيفة: “عندما تطلبني سيدة تسكن في مشروع دمر لا تناقشني أبداً في المبلغ الذي أطلبه على العكس تقوم بإكرامي وتحضر لي وجبة غداء، بينما عندما أذهب إلى منطقة البرامكة أو مساكن برزة يختلف السعر ولا أستطيع أن أطلب كما لو أني في منطقة المزة أو الشام الجديدة”.
وأشارت إلى أنها تعيش من مدخولها في العمل بالمنازل وأنها تحاول في الشتاء أن تساعد بعض الأسر التي تطلبها في شطف أدراج المنازل أو تحضير طبخة معينة أو الذهاب لشراء الخضار وهي تفضل هذا العمل لأنه شرف لها فهو أفضل من التسول، بحسب تعبيرها.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد مظلة قانونية حتى الآن تحمي العاملات في المنازل سوريات الجنسية، بسبب عدم وجود مكاتب لهم، على عكس العاملات الأجنبية، بحسب ما أوضحه أحد المختصين لـ “أثر”.
دينا عبد ــ دمشق