خاص|| أثر برس “النجاة من تجمعات الازدحام والحصول على مقعدٍ ضمن سرفيس أو باصٍ، غاية تتطلب الانتظار بعشرات الدقائق وربما الساعة”، فمشهد العشرات الأشخاص ينتظرون سرفيساً يتكرر في كلّ الشوارع ومحطات الوقوف، نتيجة أزمة المواصلات التي تعيشها مدينة دمشق وريفها في الفترة الحاليّة.
مراسلو “أثر” قاموا برصد غالبية خطوط النقل في العاصمة وريفها، وواقعها وشكاوى الأهالي والسائقين.
مزة جبل – كراجات:
اشتكى عدد من الأهالي لـ”أثر” من أن غالبية سرافيس الخط تخرج من كراج البولمان فارغة، أو يتشرط السائق بأن نهاية الخط سانا – برامكة، ليعيد تعبئة الركاب في البرامكة لخط المزة كاسباً ركّاباً جدد، ومنهم من يطلب 2000 ل.س، أي ضعف الأجرة المحددة (1000 ل.س).
سائقو الخط برروا لـ”أثر” ذلك بأن مدة الانتظار في محطات الوقود لتعبئة المازوت طويلة جداً، وهذا سبب خروجهم من كراج البولمان فارغين ليقفوا بدور التعبئة في محطات الوقود.
وعن زيادة الأجرة عبروا عن استيائهم من أجرة الخط التي حددتها المحافظة، كون خط برامكة – كراجات يبلغ نصف المسافة ويأخذ نفس أجرة خطهم، إضافة لشراء المازوت الحرّ عندما لا يحصلون على المخصصات.
مهاجرين – صناعة:
ازدحام مروري وتجمعات كبيرة بغية وصول سرفيس الخط أو للحصول على فرصة الصعود لداخله حتى لو وقف الشخص.
ذكرت الطالبة الجامعية روان لـ “أثر” أن تقف في كراج الست أكثر من نصف ساعة بغية الحصول على مقعد ضمن السرافيس، وبينت أن غالبية المنتظرين تلجأ للركوب داخل سرافيس خط مهاجرين صناعة “ذهاب وإياب”.
سائقو الخط كشفوا لـ “أثر” أن مخصصات المازوت لا تكفي، فمثلاً السرفيس الذي يستهلك 30 لتراً يحصل على تعبئة 15 لتراً، وبالتالي غالبية السرافيس لا تعمل على مدار الساعة.
دوار جنوبي:
“كل نصف ساعة يمر باص نقل واحد للخط، وهذا لا يحل من المشكلة، فأعداد الأهالي الكبيرة التي تكون منتظرة له تحتاج لعشرة باصات أخرى” بهذه العبارة اشتكى عبد الرحمن لـ “أثر” عن واقع خط دوار جنوبي.
وتابع: أن خط دوار جنوبي من أكثر الخطوط التي تحتاج إلى عدد أكبر من الباصات لتعويض الفاقد الكبير، خاصة وأنه يجول على أحياء كثيرة في دمشق.
دوار شمالي:
تمحورت الشكاوى حول “غياب السرافيس ورفع التسعيرة تبعاً لمزاج السائق، وطالب الأهالي بإيجاد آلية للتعامل مع السائقين واحترام الركاب.
ركن الدين – جسر الرئيس:
“انتصار من معركة طاحنة، الحصول على مقعد ضمن هذا الخط، خاصة من جسر الرئيس” بحسب وصف الموظف مأمون خلال حديثه لـ “أثر” مطالباً بتزويد الخط بعشرات السرافيس لحلّ هذه الأزمة.
بدورهم، أرجع سائقو الخط السبب خلال حديثهم مع “أثر” لعدم تعبئة مخصصاتهم من مادة المازوت يومياً، أو للانتظار الكبير في محطات الوقود لتعبئة المادة.
فلسطين – كراجات:
اشتكى الأهالي لـ “أثر” من أن غالبية السائقين لم يسمحوا لهم بالصعود من كراج البولمان، ومنهم من يشترط على الركاب أن نهاية الخط حتى كراج الست فقط، أي نصف المسافة.
سائقو الخط، برروا لـ “أثر” أن غياب مادة المازوت هي السبب الرئيسي لأزمة السير والمواصلات، بالإضافة إلى نقص كبير بالسرافيس في غالبية الخطوط، فزادت مشكلة الانتظار في محطات الوقود بغياب بعض سرافيس الخط.
ماذا عن ريف دمشق؟
أوضحت (لارا) طالبة جامعية ومن سكان جديدة عرطوز لـ”أثر” أن هناك ازدحام شديد في منطقة البرامكة في ساعات الذروة بدأ من الأسبوع الفائت حتى اليوم، إضافة إلى أن أصحاب السرافيس يطلبون 5000 ل.س أجرة للراكب الواحد، بحجة أنه يشتري المازوت من السوق السوداء، مبينة أن “لديها محاضرات نظري وعملي في الجامعة ولا تستطيع الغياب ولهذا السبب تدفع الأجرة التي يطلبها السائق، ولكن هذا الأمر شكل عبئاً إضافياً عليها.
ومن جانبه، بين (أنس) أحد أصحاب سرافيس جديدة عرطوز خلال حديثه لـ”أثر” قائلاً: أنه يشتري المازوت من السوق السوداء ووصل سعر الليتر إلى 18 ألف ل.س، وأصبح العمل اليوم في ظل الظروف المعيشية وارتفاع أجرة التصليح و سعر الزيت سيء جداً، لافتاً إلى أن “الرحلة الواحدة من البرامكة إلى جديدة عرطوز لا تربح إلا أن كان هناك تبديل على الطريق أي بمعنى أن ينزل راكب ويصعد غيره، أما إن كان جميع الركاب يريدون الوصول إلى الجديدة فتعد الرحلة خاسرة”.
جرمانا:
يبين الشاب (علاء) موظف في القطاع الخاص من سكان جرمانا بريف دمشق لـ”أثر” أن السرافيس كانت في ساعات المساء وبعد أوقات الذروة تنتظر الركاب في موقف باب توما، أما اليوم تفاجأ جميع سكان جرمانا بأنه لا توجد سرافيس في الموقف إضافة إلى ذلك يوجد عدد قليل من السرافيس تعمل على خط جرمانا – باب توما لافتاً إلى أن “بعض السائقين يطلب 2000 ل.س أجرة الراكب الواحد لأن المخصصات التي تم تعبئتها في الصباح انتهت ولجأ لشراء المازوت من السوق السوداء.
وهنا أوضح (أبو ماهر) أحد أصحاب سرافيس جرمانا لـ”أثر” أن هناك تأخر باستلام رسالة تعبئة المازوت وهذا يضطره إلى شراء المازوت من السوق السوداء بسعر مرتفع، عدا عن أن السائق يتحمل أعباء السيارة غير المازوت لهذا السبب يلجأ العديد لإيقاف السرفيس لحين وصول دوره بالتعبئة.
حرستا:
ولفت (سامر) طالب جامعي من سكان حرستا إلى أن أزمة المواصلات تغيب وتعود فالأمر ليس جديداً ولكن ارتفاع أسعار بشكل جنوني ما سبب معاناة إضافية لجميع الأفراد بسبب التزامهم بالذهاب إلى جامعة أو العمل حيث سيدفع الموظف نصف راتبه أجرة مواصلات.
وبرر أحد أصحاب سرافيس حرستا لـ”أثر” أن هناك تأخير باستلام المازوت، وفي بعض الأوقات ينتظرون ساعات ليصل دورهم في محطة الوقود، وبالتالي حصول نقص في عدد السرافيس الموجودة على الخط، لذا يلجأ البعض لشراء المازوت من السوق السوداء ولهذا السبب يرفعون الأجرة.
المعنيون يجيبون!
ريف دمشق:
أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق إياد النادر لـ”أثر” بأن هناك خطوط تكون تعبئة مادة المازوت لها من محافظة دمشق، وهناك مشكلات بوصول رسائل التعبئة يتم العمل على معالجتها بالتعاون بين تكامل ومحافظة دمشق ومحافظة ريف دمشق والمحروقات لافتاً إلى أنه “قريباً سيكون هناك توطين لخطوط نقل ريف دمشق بمحطات في الريف، بشكل تدريجي بحسب المخصصات المتوفرة.
دمشق:
وفي دمشق، أوضح مدير قطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق عمار غانم أن جميع الخطوط في العاصمة دمشق مستوفاة حاجتها من السرافيس والباصات، وهناك خطوط فيها فائض بعدد السرافيس.
وفيما يتعلق بعدم سماح السائق للركاب بالصعود لداخل الحافلة أو عدم إكماله للخط، طالب غانم الأهالي بأن يشتكون إلى أقرب دورية شرطة أو لشرطي المرور، فيتم توقيف السائق وحبسه ومصادرة وسيلة النقل ويحول للقضاء لعدم التزامه بسير الخط.
وعن إمكانية رفع أجرة خط مزة جبل – كراجات، اعتبر أن رفع التسعيرة لا يصح وأنها تحددت وفق دراسة وضوابط.
وحول الحلول المرتقبة، أكد غانم أن الحلول القادمة تحتاج وقتاً للتنفيذ، بسبب الكثافة السكانية الكبيرة في المدينة، والحلول ستكون استراتيجية، ولكن حالياً مضطرون للعمل بالحلول الموضوعية ريثما تتوفر الحلول الجديدة التي تليق بمستوى مدينة دمشق، ونحن بصدد إعادة إنعاش النقل الداخلي عبر إصلاحها وإعادة تأهيلها.
تخفيض مخصصات السرافيس:
من جانبه، أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين والتجارة الداخلية في محافظة دمشق قيس رمضان لـ “أثر” أنه تم تخفيض بمخصصات السرافيس والباصات من مادة المازوت بنسبة 40%، والأمر عائد لمديرية المحروقات.
الجدير ذكره، أن سعر ليتر المازوت الحرّ يتراوح في أسواق دمشق بين 15- 19 ألفاً، كما نوهت وزارة النفط إلى زيادة مخصصات المحافظات من توريدات البنزين ما يسهم في تخفيض مدة وصول الرسالة إلى 10 أيام.
(أمير حقوق – لمى دياب) – دمشق وريفها