خاص|| أثر برس تفنن السوريون بإيجاد بدائل لكل ما هو مرتفع السعر والتعويض عنه بشكل لا يؤثر على حياتهم، فبداية كانت بدائل بعض المواد الغذائية كاللحوم، ثم الحطب والقائمة تطول، وصولاً لبدائل الذهب الذي يعاني سوقه من ركد، لترتفع أسهم الفضة على حسابه.
عدد من الصياغ أكدوا لـ”أثر” أن هناك حالة ركود بالبيع مقابل بعض الحركة في الشراء (من الزبون)، مدللين بأن سوق الفضة يعد منتعشاً بنسبة أكبر من سوق الذهب، فمثلاً وصل سعر غرام الفضة المصقول بالألماس إلى 40 ألف ل.س، بوقت وصل فيه سعر غرام الذهب عيار 21 إلى 660 ألف ليرة.
في سوق الصاغة، تقول إحدى السيدات لـ “أثر” إن ابنها مقبل على الزواج لكنهم غير قادرين على شراء الذهب، فاستبدلوه بالفضة المشغولة والمصقولة بالألماس، مضيفة: “المبلغ المتوفر يقتصر على شراء الفضة أو ذهب الزيركون الأصلي إذ لا نستطيع شراء غرام واحد من الذهب”.
وشاطرتها الرأي الشابة “هيفاء” حيث أوضحت لـ”أثر” إنها طلبت من خطيبها أن يشتري لها خاتم فضة بدل محبس الخطوبة الذهب لأنه أقل تكلفة في الوضع الراهن ليوفرا من المال قليلاً ويكملا حاجات منزلهما الأساسية، كونها تفضل تأمين المستلزمات الهامة للزواج ولا يهمها التزين بالذهب أو غيره.
أما العم “أبو بسام” خالفهما الرأي حيث يقول لـ”أثر” إن الوضع الراهن لا يحتمل شراء الذهب ولا الفضة، وأن جميع العائلات تبحث عن طريقة تقديم لقمة العيش لأبنائها وتأمين أجور المنازل المرتفعة ثم يلتفتوا إلى شراء الحُلي، وخاصة أنه موسم المؤن والاستعداد للمدارس.
بدورها الموظفة “عبير” أضافت لـ”اثر” أنها تفضل اقتناء الفضة أكثر من الذهب لأنه يتناسب مع راتبها الشهري، وبالتالي إكسسوارات الفضة تحقق الغرض المطلوب، دون اللجوء لشراء الذهب الذي يحتاج لراتب 5 أشهر على الأقل.
بائعو الفضة:
من جهتهم، شرح بائعو الفضة لـ”أثر” أن تغير الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار في جميع مجالات الحياة أثر على شراء الفضة والذهب معاً، حيث يفضل رب العائلة تأمين مستلزمات عائلته الأساسية ثم يلتفت إلى شراء الحُلى، ومع هذا فإن الإقبال على شراء الفضة جيد ولا بأس به وخاصة في الآونة الأخيرة بعد ارتفاع سعر الذهب.
وأضاف أحد بائعي الفضة أن الغرام يبدأ سعره من 15 ألف إلى 40 ألف ل.س، حسب القطعة وشغلها وإتقانها، ولا يذهب لونها ولمعانها إلا بعد 10 سنوات على الأقل.
يذكر أن رئيس الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات غسان جزماتي أفاد بتصريح لـ “أثر”، بأن السبب الرئيس لارتفاع سعر الذهب هو ارتفاع سعر الأونصة عالمياً بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار محلياً، لافتاً إلى أن كل سعر يتداول في السوق أعلى من 660 ألفاً حالياً وهمي وهو مضارب للتجار.
وبحسب جزماتي، فإن إقبال الناس على الذهـب للزينة ضعيف جداً مقارنةً مع السنوات السابقة وخصوصاً في موسم شهر 7 و8 الذي تكثر فيهما المناسبات من الأعراس وأغلب المغتربين يزورون بلدهم، متابعاً أن هذا السعر العالي لغرام الذهـب جمد الناس ومنعهم من الشراء خوفاً من أن يهبط سعر الغرام بأي وقت.
يشار إلى أن جمعية الصاغة حددت سعر في نشرتها اليوم الإثنين 31 تموز، سعر غرام الذهـب عيار 21 قيراطاً بـ 660 ألف ل.س للمبيع، و659 ألف ل.س للشراء، في حين بلغ سعر الغرام عيار 18 قيراطاً 565714 ل.س للمبيع، و564714 للشراء.
ولاء سبع – دمشق