خاص || أثر برس بعدما شهدت الأسواق ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، أحدث مجلس مدينة حمص سوقاً شعبياً لبيع الخضار والفواكه، قرب ساحة الشهداء بالوسط التجاري، وآخر على طريق حماه مقابل المشفى الوطني كتجربة أولى مع العمل على إحداث أسواق تخدم كل أحياء المدينة.
ويشهد السوقان الشعبيان إقبالاً جيداً من قبل المواطنين، نظراً لانخفاض الأسعار فيهما نسبياً عن باقي الأسواق، إضافة إلى نوعية الخضار والفواكه الجيدة، التي يباع قسم كبير منها من المزارع إلى المستهلك مباشرة
وقال رئيس مجلس مدينة حمص المهندس عبدالله البواب لـموقع “أثر برس” إنه “ضمن خطة مجلس المدينة لإحداث أسواق شعبية، تم تخصيص سوقين في المدينة للبيع المباشر من المزارعين إلى المستهلكين، الأول في سوق الجندي قرب ساحة الشهداء بالوسط التجاري، والثاني على طريق حماه قرب المشفى الوطني”
وأوضح البواب أن “الهدف من إحداث الأسواق الشعبية، كسر حلقة الوسيط وتأمين الخضار والفواكه بأسعار مخفضة للمواطنين، وحصول المزارع على ربح جيد عوضاً عن بيعها للسماسرة بأسعار زهيدة”.
كما بين رئيس مجلس المدينة أنه “تمت دراسة عدة مواقع لإحداث نقاط أسواق شعبية تخدم كل أحياء حمص وفي كل حي سيكون هناك سوقين، خاصة بعد الإقبال الكبير من المواطنين على الأسواق الشعبية، نظراً لانخفاض الأسعار فيها عن المحال والأسواق الأخرى”، مشيراً إلى أنه تتم مراجعة سير العمل في الأسواق المحدثة، لتذليل العقبات وتلافي الأخطاء.
لجنة سوق الهال تساعد أم تتدخل؟
في جولة بين بسطات الخضار والفواكه تلاحظ فروق الأسعار لنفس النوع، وتنافس بين الباعة لجذب الوافدين الجدد إلى السوق، علماً أن بعضهم ليسوا فلاحين وتجد رئيس لجنة سوق الهال يوجههم لتخفيض سعر تلك السلعة و الالتزام بالأسعار المنافسة .
ويقول رئيس لجنة سوق الهال نزيه الحزام لـ “أثر برس”: إن “الأسواق الشعبية لمس فيها المواطن فرقاً كبيراُ في الأسعار وهي تجربة في الأيام الأولى”، مشيراً إلى أن الأسعار ستنخفض أيضاُ خلال الأيام القادمة بشكل ملحوظ.
وأضاف الحزام “لجنة سوق الهال بالتعاون مع مجلس المحافظة ومجلس المدينة كونّا خلية عمل لإنشاء أسواق شعبية لبيع الخضار والفواكه، وحالياً يتم الشراء مباشرة من الفلاح حتى لا ينغبن بالسعر وبهذا نوفر عليه أجور سيارة النقل والتحميل والتنزيل، بحيث تصل المادة إلى المواطن بسعر حقيقي دون المرور بحلقات السماسرة”.
المواطن بين المرحب وغير المقتنع
يقول أحد المواطنين في ساحة سوق الجندي لـ “أثر برس”: “الخطوة جيدة ويوجد تنافس بالأسعار، ونتمنى أن تعمم على باقي المواد، فالأسعار هنا في السوق الشعبي مناسبة، يعني أقل شيء لن يستطيع أحد أن يرفع السعر في أسواق أخرى عن سعر السوق الشعبي، وطالما السعر ثابت سيضطر الباقي إلى التقيد به”.
ويقول مواطن آخر يعمل موظف “الأسعار هنا مقبولة وجيدة، ولكن ما تزال مرتفعة ويجب زيادة عدد الباعة في السوق وإيجاد ساحة أكبر، لكي يصبح التنافس لصالح المواطن، ويتشجع المزارعون للبيع فيها” مضيفاً “نتمنى أن تعطي الأسواق نتائج، لأن النتائج هي الأهم بالنسبة لنا نحن ذوي الدخل المحدود، وهي أن تنخفض الأسعار كون الوضع صعب”.
أما مواطن آخر وبحسب ما عرف عن نفسه انه يعمل مندوب مبيعات قال لـ اثر برس”: الأسعار هنا غالية وليست رخيصة، ورغم أنها من الفلاح إلى المستهلك، لكن اذهب إلى الحارات الشعبية تجد الأسعار أرخص، صحيح بعض المواد سعرها أرخص، لكن بفرق 50 ليرة اذاً أين الرخص بالموضوع؟ وهل هذا سيخلق تنافس بين الأسواق؟”
اتحاد الفلاحين الغائب الحاضر
رئيس اتحاد الفلاحين في حمص يحيى السقا أوضح لـ “أثر برس” إنه تم التأخر برفد الأسواق الشعبية بمنتجات الفلاحين بسبب الأحوال الجوية إضافة إلى أن الخضار لم تنضج بعد في مناطق المحافظة، حيث تم الاتفاق مع الروابط الفلاحية في ريف حمص وخاصة في تلكلخ والرستن، على رفد السوقين بالمنتجات الزراعية المتوفرة لديهم.
وأكد السقا أنه “يوم الأحد القادم سيتم رفد الأسواق، ويستطيع جميع الفلاحين عرض منتجاتهم ضمن هذه الأسواق مع العمل على زيادة الأصناف المعروضة وبكميات أكبر، لخلق روح التنافسية في السوق، بما ينعكس إيجاباً على المواطنين، من حيث توافر كل المنتجات الزراعية وبأسعار رخيصة مناسبة للمواطن وللمزارع “.
وتبقى حالياً الأسواق الشعبية محط أنظار المواطنين وقبلتهم خلال الفترة القادمة، فهل ستنجح؟ أم سوف يدخل السماسرة على الخط ويصبحون هم أصحاب الكلمة في الأسواق، أم سيكون هناك آلية لضبطها؟
أثر برس – حمص