كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن وجود كنيس يهودي سري أقيم في أحد الأحياء الراقية بمدينة دبي الإماراتية، وهو أول كنيس يعمل بشكل كامل في شبه الجزيرة العربية منذ عقود.
وفي تقرير نشر أمس الجمعة، قالت الوكالة، إن أحد مراسليها زار الكنيس وحصل على موافقة إدارته على نشر التقرير حول نشاطه شريطة عدم نشر أي صور له أو وصف مكانه.
ويقع الكنيس في فيلا غير مكشوفة وسط المنازل بأحد الأحياء الراقية في دبي وتحافظ الجالية اليهودية في المدينة على سرية المكان.
وأكدت الوكالة أن الحياة الدينية لليهودي في الإمارات تدور الآن حول الكنيس بدبي، حيث يجتمعون لأداء الصلوات الأسبوعية والاحتفال بالأعياد وتناول طعام “الكوشير” (حلال) اليهودي.
واعتبرت الوكالة أن “الموافقة الضمنية على وجود الكنيس من قبل المشيخة الإسلامية، يعد بمثابة انتعاش بطيء للمجتمع اليهودي المزدهر في الخليج، الذي تم استئصاله على مر العقود بعد إقامة إسرائيل”.
وأضاف التقرير أن “حكام الإمارات يسعون إلى دعم المجتمع اليهودي من خلال استضافة فعاليات التعايش بين الأديان والتعهد ببناء مجمع ضخم متعدد الأديان يضم كنيساً يهودياً في إطار جهودهم الرامية إلى تلميع صورة البلاد أمام الغرب.. في وقت بدأت فيه العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل بالدفء البطيء على خلفية العداء المشترك تجاه إيران”.
ونقلت الوكالة عن رئيس الجالية اليهودية في الإمارات، روس كريل، قوله: “لقد وجدنا مكاننا في النظام البيئي للإمارات”، مضيفا أن ذلك “يعكس تفاؤلنا حول مستقبل الإمارات كمكان مناسب لنا للتواصل والمساهمة والازدهار”.
وأشاد كريل بقبول دولة الإمارات للجالية اليهودية، مؤكداً أنه يشعر بالأمان في دبي، غير أنه ما زال يمتنع عن ارتداء القلنسوة اليهودية في الشارع.
وتطرقت الوكالة إلى تاريخ تأسيس دولة الإمارات وعلاقاتها بالكيان الإسرائيلي، وقالت إنه رغم عدم اعتراف الإمارات دبلوماسياً بـ”إسرائيل” إلا أن المسؤولين الإماراتيين سمحوا للمسؤولين الـ”إسرائيليين” بزيارة بلادهم وبعزف النشيد الوطني للكيان الإسرائيلي بعد فوز رياضي “إسرائيلي” بميدالية ذهبية في مسابقة للجودو بالعاصمة أبو ظبي، ومن المقرر أن يشارك الكيان في معرض “إكسبو 2020” في دبي.
تجدر الإشارة أن هذه التطورات تأتي بالتوازي مع الحديث عن اقتراب الإعلان عن “صفقة القرن” أو ما يعرف بخطة أمريكا للسلام في الشرق الأوسط والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتطبيع العلاقات العربية مع الكيان الإسرائيلي ونقل حالة العداء العربي من “إسرائيل” إلى إيران.