حملت زيارة الوفد الروسي الذي وصل أمس الثلاثاء إلى دمشق برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أجواءً إيجابية في الأوساط السورية والروسية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” اليوم الأربعاء، أن “وفداً روسياً برئاسة ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للشرق الأوسط، قد زار دمشق والتقى (الثلاثاء) الإدارة السورية الجديدة”.
وأوضحت الوكالة أن “المباحثات “تركزت على قضايا رئيسية، بما في ذلك احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها”، مضيفة أن “الجانب الروسي أكد دعمه للتغييرات الإيجابية الجارية حاليا في سوريا”.
وتابعت أن “الاجتماع تناول دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي”.
وبيّنت “سانا” أن “الجانبين شاركا في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد”، مشيرة إلى أن “الإدارة السورية الجديدة أكدت على التزامها بالتعامل مع جميع أصحاب المصلحة بطريقة مبدئية لبناء مستقبل لسوريا متجذر في العدالة والكرامة والسيادة”.
وشددت الإدارة السورية على أن “استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه”.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف، أن الحوار مع السلطات السورية الجديدة مهم ومستمر.
وقال في إفادة صحفية اليوم الأربعاء، تعليقاً على زيارة الوفد الروسي إلى دمشق: “إن هذه رحلة مهمة، واتصالات مهمة، لأنه من الضروري الحفاظ على حوار مستمر مع السلطات السورية، وهو ما نقوم به وسنستمر في القيام به”.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر سوري مطلع تأكيده على أن الشرع طلب من روسيا تسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي فرَّ إليها بعدما أطاحت به المعارضة في كانون الأول الماضي.
وأضاف المصدر أن “المسؤول الروسي رفض التعليق على مسألة مطالبة الإدارة السورية الجديدة بالتعويضات لاستعادة الثقة، وتسليم بشار الأسد”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت، عقب زيارة وفد رسمي مشترك بين الوزارات إلى دمشق برئاسة بوغدانوف، أن موسكو تعتزم بناء التعاون مع سوريا على مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل.
وكان في استقبال الوفد الروسي رئيس الإدارة السورية أحمد الشرع، حيث أجرى حواراً مفصلاً مع الوفد الروسي بحضور أعضاء الحكومة السورية المؤقتة: وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الصحة ماهر الشرع.
وقال بوغدانوف، في تصريحات صحفية قبيل الزيارة: “إن الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا الاتحادية وسوريا وفق قاعدة المصالح المشتركة”، مشدداً على أن روسيا حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وتحقيق الوفاق والسلم الاجتماعي في البلاد.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” قد نقلت يوم الإثنين 27 كانون الثاني الجاري، عن مصدر روسي مطلع أن الوفد الروسي سيعمل على إطلاق حوار شامل يتناول كل الملفات المطروحة على أجندة الطرفين.