تعمل الحكومة في ألمانيا، على تخفيف قواعد وإجراءات الحصول على الجنسية الألمانية، في خطوة تثير جدلاً واسعاً، بين ترحيب من المهاجرين وانتقادات من أحزاب معارضة ترى فيها “جذباً للهجرة غير الشرعية”.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: “إن ألمانيا أصبحت منذ مدة طويلة بلد الأمل للكثيرين، وإنه لأمر جيد أن يقرر الأشخاص الذين ترسخت جذورهم في البلاد الحصول على الجنسية”.
وأضاف: “ألمانيا بحاجة إلى قواعد أفضل لتجنيس كل هؤلاء النساء والرجال العظماء”، بحسب صحيفة “بيلد” الألمانية.
وتابع: “النساء والرجال وأحياناً الأطفال الذين قدموا إلى ألمانيا في العقود القليلة الماضية أدوا دوراً رئيسياً في جعل الاقتصاد الألماني قوياً”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأطفال الذين ولدوا في ألمانيا لأبوين أجنبيين سيمنحون الجنسية تلقائياً، إذا كان أحد الوالدين يحمل إقامة قانونية لمدة 5 سنوات بدلاً من 8 سنوات، وفق الإصلاح الجديد لقواعد التجنيس.
وأشارت إلى أن تخفيف القيود سيجعل جميع أطفال السوريين، من بين آخرين جاؤوا إلى ألمانيا مع موجة كبيرة من اللاجئين في عامي 2015 و2016، يصبحون ألماناً تلقائياً.
كما أن المسنين من سن 67 عاما وما فوق لن يتعين عليهم إجراء اختبار لغة كتابي، على أن يتم ذلك بالتواصل شفهياً، للحصول على الجنسية الألمانية.
وفي السياق، قدر خبراء أن يستفيد أكثر من مليوني أجنبي مقيم في ألمانيا من مشروع إصلاح قوانين اللجوء، لافتين إلى أن القانون الجديد سيدخل في مجلس الوزراء بعد عطلة عيد الميلاد للبحث والتصويت.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيز التي تمضي قدماً في إصلاح قانون التجنيس المنصوص عليه في اتفاقية الائتلاف الحاكم، والذي من شأنه أن يسهل على الأشخاص الذين عاشوا في ألمانيا لسنوات عدة الحصول على الجنسية: “مسودة القانون التي تنص على تلك الإصلاحات صارت “شبه جاهزة”.
وبحسب مسودة القانون، فإنه بدلاً من ثماني سنوات -كما هو الحال حالياً- يمكن أن يحصل الأجانب على الجنسية الألمانية بعد خمس سنوات من الإقامة في ألمانيا، وفي حال أدائهم “إنجازات مميزة في الاندماج”، يمكن تقليص المدة إلى ثلاث سنوات- على سبيل المثال إذا أظهر المهاجرون إنجازات أكاديمية أو مهنية خاصة أو انخرطوا في أنشطة تطوعية أو لديهم مهارات لغوية جيدة بشكل خاص، بحسب موقع “دويتشه فيليه” الألماني.
يشار إلى أنه يوجد في ألمانيا قرابة مليوني لاجئ من دول مختلفة حول العالم، بينهم ما يزيد على 780 ألف لاجئ سوري، وفقاً للإحصائيات الرسمية في البلاد.
وأوضحت صحيفة “بيلد” الألمانية، في وقت سابق، أن تقرير الهجرة السري الصادر عن الحكومة الفيدرالية، كشف أنه دخل في الشهر الماضي ما يزيد على ثلاثة آلاف طالب لجوء، معظمهم سوريون وأفغان وعراقيون، من الحدود التشيكية مع ولاية ساكسونيا وحدها.