خاص || أثر برس بعد تكرار حوادث التسمم بالأسماك بمختلف أشكالها، وتسجيل ثلاث وفيات وعدة حالات تسمم بسمك البالون السام خلال الأسبوع الماضي في اللاذقية وطرطوس، أعد كل من الدكتور “أديب سعد” أستاذ علم الأسماك والبيئة البحرية في كلية الزراعة بجامعة تشرين، والدكتور “غيث معروف” اختصاصي أمراض الحساسية والسموم المدرس في كلية الطب بجامعة تشرين، بحثاً أُصدرت نتائجه على شكل أطلس يتضمن الأسماك السامة والمؤذية والضارة في البحر المتوسط.
وقال الدكتور أديب سعد لـ “أثر”: “نظراً لتعدد حوادث التسمم نتيجة تناول لحوم بعض أنواع الأسماك السامة، ونزولاً عند رغبة العديد من الزملاء والأصدقاء والمعارف، بضرورة نشر أطلس الأسماك السامة والمؤذية والضارة، الذي قمنا بإعداده خلال السنوات الثلاث الماضية، بالتعاون مع صندوق دعم البحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والذي كان ينتظر طباعته الورقية ونشره. فقد سارعنا إلى نشره إلكترونياً لضرورة وصول محتواه إلى أكبر شريحة من المجتمع، سيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمنع معظم الناس من شرائه”.
وأضاف سعد: “يمكن لأي شخص مهتم، أو مؤسسة معنية، تنزيله وتداوله بهدف تعميم الفائدة على جميع مستهلكي الأسماك، والسائحين، والصيادين، ومرتادي البحر، موضحاً أنه خلال البحث المشار إليه، تم تصنيف وتوثيق الأنواع السمكية البحرية التي تعيش في المياه الإقليمية السورية، والتي تسبب أضراراً بمستويات مختلفة للإنسان، ابتداءً من الضرر الخفيف والحساسية حتى الضرر المميت، وتم تقديم شرحٍ علمي لكل خطر أو ضرر، بما فيها السموم التي تحتويها بعض الأنواع”.
وأردف سعد: يتضمن الأطلس أيضاً صوراً ملونة إيضاحية لكل نوع سمكي مرفقة بالموقع التصنيفي (من الرتبة حتى النوع)، وكذلك الإسم العلمي والانكليزي الشائع والاسم المحلي السوري، مع شرح الأجزاء المؤذية من جسمه، وشرح مستوى الضرر والخطورة التي يسببها كل نوع سمكي، وكذلك شرح لكيفية الوقاية من الضرر، ووسائل معالجة كل نوع من هذه الأضرار. حيث تم توثيق 9 أنواع سامة بلحمها (أي تسبب التسمم للإنسان من خلال تناول لحمها)، و 3 أنواع سامة بدمها (أي التي تحوي المادة السامة في الدم)، و 13 نوعاً من الأسماك العظمية المؤذية والسامة من خلال الوخز أو اللسع بالأشواك السامة، و4 أنواع من الأسماك الغضروفية المؤذية عن طريق اللسعة السامة بالأشواك الموجودة على جسمها وبشكل خاص الذيل، كما تم توثيق 4 أنواع للأسماك الكهربائية Electric fishes التي تعيش في المياه البحرية السورية، والأسماك الكهربائية وهي الأسماك التي تنتج الكهرباء عن طريق الأجهزة أو الأنسجة العضلية المتخصصة.
وفي القسم الأخير من هذا العمل تم تقديم شرح حول التسمم السكومبريئيدي، أو السيغاتيري، أو ما يسمى أيضا بالتسمم الهستاميني، مع عرض الصور والأسماء العلمية والمحلية للأسماك التي تسبب هذا التسمم ، وهو مرض ينتقل عن طريق تناول الأسماك (المتفسخة) التالفة، إذ يعد هذا التسمم شائعاً بالمأكولات البحرية.
وأضاف سعد: “يتضمن الأطلس قائمة لأنواع الأسماك التي تسبب التسمم السكومبريئيدي ( أو السيغاتيري) والتي يعيش في المياه البحرية السورية منها 18 نوعاً، مع الاسم العلمي والاسم المحلي والانكليزي الشائع، بالإضافة إلى صورة كل نوع بهدف تسهيل تمييزه”.
وبيّن سعد: “يعد هذا البحث أول دراسة شاملة وموثقة للأسماك السامة والمؤذية والضارة للإنسان على مستوى البحر المتوسط، لذلك ستساهم نتائج هذا البحث في التقليل من حوادث التسمم بالأسماك بمختلف أشكالها”، مؤكداً أن الأطلس الذي نتج عن هذا البحث يعد وسيلة بالغة الأهمية لكل من العاملين في مجال الصحة العامة، والصيادين، ومرتادي البحر من السائحين والسكان المحليين وبإمكان الجميع متابعته على الرابط التالي:
باسل يوسف – اللاذقية