أثر برس

أكثر رحلة خارجية مشحونة.. تقارير أمريكية توضّح أهداف بايدن من زيارته الشرق أوسطية وتتوقع النتائج

by Athr Press Z

تنتهي اليوم السبت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، بعقد قمة إقليمية في جدة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي، فضلاً عن المشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي.

هذه الزيارة وصفها المحللون الأمريكيون بأنها أكثر رحلة خارجية مشحونة للرئيس بايدن منذ أن استلم منصب الرئاسة، مشيرين إلى جملة من التفاصيل التي حصلت خلالها والمواضيع التي تناولتها ونتائجها المتوقعة.
التحليلات الأمريكية عمدت إلى إجراء مقارنة في مراسم استقبال بايدن في فلسطين المحتلة والسعودية، حيث لفتت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن “وصول بايدن كان مهذّباً ولكنه كان روتينياً مقارنة بالترحيب الحماسي الذي تلقاه ترامب في عام 2017 عندما رحّب به الملك سلمان، والد ولي العهد، على مدرج المطار، أما بايدن فاستقبله عدد صغير من ضباط الأمن الذين يرتدون الزي الرسمي ويحملون السيوف، ولم يكن الملك في استقباله، بل استقبلته الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة السعودية في واشنطن، والأمير خالد الفيصل، وهو عضو بارز في العائلة المالكة وحاكم مكة المقرب من الملك سلمان”.

أما في فلسطين المحتلة، فنشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً عن جولة بايدن، نقلت خلاله عن صحفي موكل بمهمة متابعة تفاصيل الجولة قوله: “لقد تأثرت بمدى دفء العلاقة بين بايدن والإسرائيليين، كانت أحر لحظة في الرحلة عندما استقبل بايدن اثنين من الناجين من الهولوكوست”.

وفي معرض التفسيرات الأمريكية لآلية استقبال الرئيس الأمريكي، لفتت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أنه “في أكثر زيارة خارجية مشحونة خلال فترة رئاسته حتى الآن، منح لقاء السيد بايدن مع ولي العهد محمد بن سلمان قدراً من إعادة التأهيل الدولي الذي سعى إليه، مع تأمين خطوات نحو توثيق العلاقات مع إسرائيل والتفاهم غير المعلن عن ذلك”، لافتة في الوقت ذاته إلى أن “انزعاج بايدن كان واضحاً لأنه تجنب مصافحة الأمير لصالح ضربة بقبضة اليد.. وقد وصف المستشارون السيد بايدن بأنه متردد بشدة في القيام بالرحلة لرؤية الأمير محمد، ولم يغير رأيه إلا بعد شهور من المناقشات مع مساعديه والضرورة المتزايدة لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة التي عصف بها غزو روسيا لأوكرانيا، واتسمت رحلته هنا بإحساس دفاعي، حيث أصر على أنها لم تكن كما تبدو”.

إلى ماذا يهدف بايدن من هذه الجولة؟
زيارة بايدن، إلى السعودية تُعتبر محرجة بالنسبة له نتيجة تعارضها مع السياسة التي أعلن عنها عند تسلمه لسدة الرئاسة، حيث تعهّد حينها بجعل السعودية دولة منبوذة، بسبب اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان، لا سيما بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، الأمر الذي جعل بايدن مضطراً للتطرق لهذه القضية خلال لقائه بابن سلمان، لتبرير موقفه أمام الداخل الأمريكي حيث أفادت “نيويورك تايمز” بأن “بايدن قال للصحفيين إنه واجه ولي العهد على انفراد، وقال: كنت صريحاً ومباشراً في مناقشته، وذكر أن الأمير محمد، نفى التهمة، حيث قال بايدن: لقد قال بشكل أساسي إنه ليس مسؤولاً بشكل شخصي عن ذلك، وأشرت إلى أنني اعتقدت أنه كذلك”.

بحسب الخبراء فإن بايدن، بهذا التصريح أراد إغلاق هذا الملف مقدّماً توضيحاً للداخل الأمريكي (بغض النظر عن مدى منطقيته)، وذلك نتيجة وجود اعتبارات ذات أولوية أكبر للإدارة الأمريكية في هذه المرحلة تحتّم على بايدن إعادة تعزيز علاقات بلاده مع السعودية، وعبّر عن هذه الأولويات مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بقوله: “إن الرحلة إلى إسرائيل والسعودية تهدف إلى ضمان أن الولايات المتحدة ترفع علمها بحزم في هذه المنطقة على المدى الطويل، وعدم السماح للصين أو روسيا بملء فراغ القيادة”، وفقاً لما نقلته قناة “CNN” الأمريكية.

وأضاف تقرير نشرته القناة الأمريكية أن “بايدن جاء إلى جدة بحثاً عن حلول لإحدى أكبر مشاكله السياسية في الداخل -ارتفاع أسعار الغاز- حيث كان يُنظر إلى الدبلوماسية مع السعودية في الشرق الأوسط على أنها إحدى الطرق القليلة التي يمكن أن يسلكها لخفض الأسعار يضغط على ملايين الأمريكيين”.

وفي هذا الصدد أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن “بايدن قال إن تنفير السعوديين سيضر بالمصالح الأمريكية في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة صراعاً عالمياً على النفوذ مع روسيا والصين، إذا كانت الولايات المتحدة تستعد للسعوديين، فهل يرحب الصينيون بهم بأذرع مفتوحة؟، كما يقول إن أي إطار للاستقرار في المنطقة وأي ضغط على إيران يجب أن يشمل السعوديين أيضاً، هناك احتمال أن يفعلوا شيئًا لإحداث تأثير سلبي في أسعار النفط، وقد شدد بايدن على أن خفض الأسعار في المضخة يمثل أولوية قصوى”.

وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “أتلانتيكو” البريطانية تقريراً لفتت فيه إلى أن “الدول العربية الخليجية الهشة بشكل أساسي فقدت الثقة الكاملة في ضامنها الأمني الأمريكي، ومع ذلك الرئيس أخذ هذا القلق، وأضاف كارثة في أفغانستان”، مضيفة أن “المفارقة هي أن هذا الإحساس بالإهمال الأمريكي، وإن لم يكن التخلي، لكنه يقود السعودية وحلفاء عرب آخرون إلى السعي وراء أمنهم في مكان آخر، وفي أماكن أخرى، يعني إعادة بناء الجسور مع تركيا والمفوضين مع روسيا وسوريا”.

ماذا سينتج عن هذه الجولة؟

النفط والاقتصاد:
“نيويور تايمز” أفادت بأن “الإدارة الأمريكية قالت إن المملكة العربية السعودية ستدعم موازنة سوق النفط العالمية من أجل النمو الاقتصادي المستدام، دون تحديد مقدار النفط الإضافي الذي سيضخه السعوديون وحلفاؤهم في الإمارات العربية المتحدة بدءاً من الخريف، ومن المتوقع أن يصدر هذا الإعلان في آب كجزء من قرار أكبر لمجموعة أوبك، للدول المنتجة للنفط” فيما نشرت صحيفة “أتلانتيكو” البريطانية تقريراً قالت فيه: “سيسعى بايدن في السعودية إلى تحقيق هدف مماثل، لزيادة إنتاج النفط وهو خفض الأسعار وتشديد لدغة العقوبات ضد روسيا، كجزء من إعادة ضبط أوسع بين الولايات المتحدة والسعودية”.
كما نقلت “CNN” الأمريكية عن مسؤول أمريكي رفيع، أن “بايدن سيُعلن اليوم السبت عن مساعدة بقيمة مليار دولار للأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في القمة التي سيحضرها بعض القادة العرب في المنطقة، كما سيعلن الرئيس عن تعهد قادة دول الخليج العربية بتقديم أكثر من 3 مليارات دولار على مدى العامين المقبلين في مشاريع تتماشى مع البنية التحتية العالمية والاستثمار”.

السياسة والميدان:
صحيفة “أتلاتيكو” أشارت إلى أن “زيارة بايدن، مثلها مثل أي شيء آخر، تدور حول منافسة الولايات المتحدة مع روسيا والصين”، مشيرة إلى أنه “من المرجح أن يؤدي اتفاق دفاع جوي محتمل لمواجهة التهديدات الإيرانية إلى زيادة التوترات الإقليمية، حيث يستطيع الرئيس بايدن، وينبغي عليه، أن يعلن أنه يدعم الحوار الإقليمي بين القوى القوية في المنطقة، لا سيما بين إيران والمملكة العربية السعودية، وكلاهما يمثل ركائز الاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي”.

يبدو أن زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، كانت ضرورة لمستقبل الولايات المتحدة الأمريكية داخلياً وخارجياً وبما يتعلق بصورتها أمام العالم أجمع.

أثر برس

اقرأ أيضاً