أكّد مدير عام ميناء “إيلات”، جدعون جولبر، أنّ التهديدات اليمنية بمنع السفن من التوجه إلى “إسرائيل”، “تُعطّل 80% إلى 85% من أرباح الميناء”.
ووفق إذاعة جيش الاحتلال، فإن جولبر قال: “التهديد اليمني للممرات البحرية على البحر الأحمر، أدّى إلى خسارة الميناء بنحو 14 ألف سيارة منذ منتصف الشهر الماضي وحتى اليوم”، مضيفاً: “إسرائيل تخشى إغلاق باب المندب أمام حركة السفن التجارية المتوجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، أو مروراً من قناة السويس، إذ إنّ ذلك من شأنه أن يطيل مدة سفر سفن الشحن الآتية من الشرق إلى إسرائيل، بنحو خمسة أسابيع”.
وأوضح جدعون أن “سفن الشحن ستضطر، بسبب ذلك، للالتفاف حول القارة الأفريقية عند رأس الرجاء الصالح مروراً بمضيق جبل طارق إلى البحر الأبيض المتوسط”.
من جانبها، “القناة الـ13” الإسرائيلية، كشفت أنّ “حجم الواردات الآتية من الشرق إلى إسرائيل تقدر بنحو 350 مليار شيكل أي ما يعادل 95 مليار دولار سنوياً”، متابعة: “تغيير مسار الملاحة البحرية سيرفع أسعار المنتجات المستوردة بنسبة تُقدر بـ3%، وهو من شأنه أن يزيد العبء المادي على كاهل الإسرائيليين بنحو عشرة ونصف مليار شيكل، أي نحو 3 مليارات دولار”.
بدوره، علّق رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي تساحي هنغبي على التهديدات التي أطلقها اليمن دعماً لغزة، إذ قال: “إسرائيل تعيش حصاراً بحرياً”، بينما قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في كيان الاحتلال “أمان”، تامير هايمن، في وقت سابق: “إنّ تهديد اليمن هو مشكلة للأمن القومي الإسرائيلي وهو تهديد خطر جداً على المستوى الاستراتيجي لحريّة الملاحة الإسرائيلية”.
من جهة ثانية، كشفت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أنه لم يتبق لـ”إسرائيل” سوى بضعة أسابيع فقط لإنهاء مهمتها في غزة، قبل أن تسحب الولايات المتحدة دعمها للهجوم، مضيفة: “9 أسابيع مرّت منذ أن بدأت إسرائيل قصف قطاع غزة وستة أسابيع منذ أن أرسلت قوات برية، ويبدو الأمر في نحوٍ متزايد كما لو أنّ أمام القوات الإسرائيلية أسابيع فقط لإنهاء المهمة قبل أن تسحب واشنطن، الحليف الحيوي لإسرائيل، دعمها للهجوم”.
وتابعت المجلة البريطانية: “النجاح يبدو غير محتمل، إسرائيل تكثف عملياتها، وقد نشرت فرقة كاملة محمولة جواً من الجيش الإسرائيلي في مدينة خان يونس الجنوبية وحولها، وما زالت ثلاثة فرق مدرعة تعمل في القطاع الشمالي في مدينة غزة المدمرة”، مضيفة: “تحاول إسرائيل خلق الانطباع بأنّ المقاومة تنهار وأنها تسيطر على أراضٍ واسعة”.
ولفتت إلى أنّ “جنرالات إسرائيليين قالوا منذ بداية الحرب إنّ الأمر سيستغرق شهوراً من العمليات المضنية”، مضيفةً أنه “بعد مرور أكثر من شهرين، ما زالوا يتوقعون شهوراً طويلة، لكن قد لا يكون لديهم الوقت”.
في سياق آخر، قالت “القناة 12” الإسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، إنّ عدد القتلى في “الجيش” الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بداية التوغل البري تجاوز المئة، مشيرةً إلى أنّ “هذا رقم لا يصدق!”، مضيفة: “هناك 100 وقتيل منذ بدء المناورة البرية، 45 منهم مقاتلو احتياط و31 منهم قُتلوا منذ انتهاء وقف إطلاق النار.. لواء جفعاتي خسر 25 جندياً”.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّه على الرغم من أنّ “الجيش” أعلن إصابة 1593 جندياً منذ بداية الحرب، فإنّ معطيات المستشفيات أعلى بكثير.
وأمس الأحد، اعترف “جيش” الاحتلال بمقتل 425 جندياً وإصابة 1593 آخرين، بينهم 255 تصنّف إصابتهم بالخطرة، منذ بدء الحرب في الـ 7 من تشرين الأوّل الماضي.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الخامس والستين على التوالي، الأمر الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 48 ألف شخص 70% منهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، بأنّ الاحتلال ارتكب في الساعات الماضية 21 مجزرةً مروعةً، إذ إنه أباد عائلات بكاملها بدعم أميركي وأوروبي، كما قصف مستشفى الشهيد كمال عدوان شمالي القطاع، ما أدى إلى استشهاد مريضتين وإصابة العشرات.
يذكر أن الوضع الصحي في جنوبي القطاع كارثي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إذ فقدت الطواقم الطبية السيطرة أمام الأعداد الهائلة من الجرحى، في مقابل قلة الإمكانات العلاجية والسريرية.