خاص|| أثر برس كشفت المدير الطبي لمشفى البيروني الجامعي ورئيس الرابطة السورية لأطباء الأورام د.مها مناشي في تصريح لـ”أثر” عن عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي خلال العام الجاري.
وقالت د.مناشي: “عدد الحالات التي تم اكتشافها عام 2023 الفائت هو 2185 حالة بينما في عام 2024 الجاري ولغاية يوم أمس 27 تشرين الأول الجاري بلغ عدد الحالات 2056 حالة؛ وعملياً وسطي الحالات الجديدة شهرياً يتراوح بين 200- 230 حالة”.
وأوضحت د.مناشي لـ”أثر” أن سرطان الثدي من أكثر السرطانات شيوعاً عند النساء؛ ويبدأ احتمال الإصابة به بعد سن البلوغ، ولكن تزداد نسبة احتمال الإصابة به بشكل ملحوظ كلما تقدمت السيدة بالعمر.
وأضافت: “بحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية في عام 2022 كان هناك 2.3 مليون سيدة مصابة بسرطان الـثدي عالمياً؛ وحتى الرجال معرضون للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 5.0- 1%”، لافتة إلى أن المعرضين لخطر الإصابة بالمرض هم (الإناث) حيث تحدث 99% من حالات الإصابة عند النساء.
وتابعت د.مناشي لـ “أثر”: “تُتّبع في علاج سرطان الثدي لدى الرجال نفس مبادئ التدبير العلاجي لدى النساء”، مضيفة: “هناك عوامل معينة تزيد خطر الإصابة بسـرطان الثدي بما فيها (التقدم بالعمر، السمنة المفرطة، تعاطي الكحول، ووجود سوابق إصابة بسرطان الثدي في الأسرة، أو سوابق تعرض للإشعاع)”.
وذكرت د.مناشي أن نصف حالات سـرطان الـثدي تصيب نساء ليست لديهن عوامل خطر محددة للإصابة بسرطان الثدي، متابعة: “يرتفع خطر الإصابة بوجود سوابق عائلية لسرطان الثدي؛ بيد أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن سوابق عائلية معروفة بشأن هذا المرض؛ ولا يعني بالضرورة عدم وجود سوابق عائلية معروفة، وتزيد بعض الطفرات الجينية الموروثة العالية بشكل كبير من خطر الإصابة بسـرطان الـثدي، وأهمها طفرات الجينات وكذلك طفرة P53 التي تسبب متلازمة (لي فراومني) وهي المتلازمة الهامة للإصابة بسرطان الثدي وغيره من السرطانات عند نفس الشخص، ويمكن للنساء اللواتي يتبين أن لديهن طفرات في الجينات الرئيسية أن ينظرن في استراتيجيات الحد من المخاطر مثل إجراء استئصال جراحي للثديين كليهما أو استراتيجيات العلاج الكيميائي الوقائي”.
وأردفت بالقول: “من أجل خفض نسبة الوفيات من سـرطان الثدي تعد هذه الركائز الثلاث من أهم المعايير اللازمة لتحقيق هذا الهدف و هي: التثقيف الصحي لتعزيز الكشف المبكر؛ والتشخيص والعلاج الشامل لسرطان الثدي عند الإصابة به ومن خلال إتاحة التثقيف في مجال الصحة العامة لتعزيز الوعي بين النساء وأسرهن بشأن علامات سرطان الثدي وأعراضه، وفهم أهمية الكشف المبكر والعلاج، فإن مزيداً من النساء سيلتمسن مشورة الأخصائيين الطبيين عند الاشتباه بدايةً في إصابتهن بسرطان الثدي وقبل بلوغ أي سرطان مرحلة متقدمة؛ ويمكن تحقيق ذلك حتى في غياب الفحص بتصوير الثدي الذي قد لا يكون عملياً متوفراً و بشكل مجاني مثلاً في بلدان كثيرة في الوقت الحاضر”.
وفيما يخص الإحصائيات في مشفى البيروني الجامعي، قالت د.مناشي: “سـرطان الـثدي يتربع على أعلى النسب في قيم الإحصاءات وأغلب الحالات من النساء و لكن أيضاً نرى حالات من سرطان الثدي بين الذكور والحقيقة وجدناها تتماشى مع النسب العالمية أي 0.5-1% أي إصابة رجل مقابل مئة سيدة”، متابعة لـ “أثر”: “من الأهمية الكبيرة أن نذكر أن الحالات الجديدة الواردة إلى البيروني في السنوات الأخيرة بعد بدء البرامج الحكومية في تمكين ثقافة الكشف المبكر والحملات الوطنية تناقصت، ولاحظنا انعكاساً وأثراً ملحوظاً على الواقع الوطني إذ صارت الحالات الجديدة التي تراجعنا من النموذج الباكر أو المتقدم موضعياً بشكل أكثر من الحالات الانتقالية و المنتشرة؛ حيث كانت قبل عام 2018-2019 تغلب فيها الحالات المتقدمة والانتقالية؛ و هنا نؤكد كأطباء أورام في مؤسسة علمية تخصصية نوعية وأكاديمية كمشفى البيروني الجامعي على أهمية تعزيز فعالية برامج الكشف و الرصد المبكر التي وجدنا صداها فعلياً في نوعية الحالات التي تراجعنا”.
وبحسب د.مناشي، فإن وسطي نسبة عدد الشافيات يبلغ 70-75% بحسب مختلف المراحل الورمية الشافية من الحالات المتقدمة موضعياً أو الباكرة مجتمعين معاً.
وختمت المدير الطبي لمشفى البيروني الجامعي ورئيس الرابطة السورية لأطباء الأورام د.مها مناشي كلامها لـ “أثر” قائلة: “بالنسبة للوفيات لا يمكن تقدير بيانات الوفيات حيث لا تسجل الوفيات خارج البيروني ولكن لاحظنا أن عدد الوفيات كان حوالي 20 مريضة خلال عام 2024 من النساء المصابات بسـرطان الثدي في مشفى البيروني الجامعي”.
دينا عبد