بعد الجدل الذي أثاره الخبر المتعلق بإقدام السلطات الألمانية على ترحيل اللاجئين السوريين، أكد مستشار شؤون الهجرة والاندماج في مدينة دوسلدورف، عاصمة ولاية شمال الراين وستفاليا، محمد عسيلة أن الحكومة الألمانية ليس بنيتها ترحيل اللاجئين.
وبحسب قناة “DW” الألمانية، قال عسيلة: “إن ألمانيا صرفت المليارات من أجل استقبال هؤلاء اللاجئين، وساهمت في توفير بيئة حاضنة لهم تسمح بالعيش والعمل والتدريب والاستقرار، ولن تأتي بعد هذا كله لتنقض ما فعلت” لافتاً إلى أن الحكومة كانت واضحة في أقوالها من حيث توضيح أن كل ملف سيدرس بشكل منفصل.
من جهته، اعتبر الإعلامي السوري والخبير في قضايا اللاجئين سليمان عبد الله أن القرار الحكومي أثار ردود فعل متباينة حتى في الأوساط السياسية والبرلمانية الألمانية، وأظهر رفضاً واضحاً لمضمونه من أوساط سياسة كبيرة مثل “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” أو الخضر، مشيراً إلى أن القرار يفتقد كذلك إلى آلية تطبيق واضحة، كما أن الترحيل يلزم تواصل سياسي وعلاقات دبلوماسية مع سورية وهو أمر غير موجود حالياً ومن الصعب توقع حدوثه على المدى القريب.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة الألمانية عن وزير داخلية مقاطعة سكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس، أنه “من الناحية العملية فإن إجراءات الترحيل إلى سورية يمكن أن تبقى شبه مستحيلة لعدم وجود مؤسسات دولة لدينا علاقات دبلوماسية معها”.
ويأتي هذا بعدما أثار وزير الدولة في وزارة الداخلية الألمانية، هانس يورغ انغيلكه، الجدل بتصريحه الذي قال فيه: “إن ألمانيا ستسمح مجدداً بعمليات الترحيل إلى سورية اعتباراً من كانون الثاني المقبل، في حال اعتبرت السلطات الألمانية أن السوريين يشكلون تهديداً للأمن الألماني”.
وفي 2012 علّقت ألمانيا عمليات الترحيل إلى سورية، وذلك بعدما استقبلت أكثر من 780 ألف سوري، وأصبحت تضم أكبر جالية سورية في أوروبا.