رضا زيدان
لا يخفى على أحد أن الحرب على تنظيم “داعش” هي غطاء أمريكا لتدخلها في سورية وخرقها للسيادة الوطنية السورية دون إذن من الحكومة السورية، فقيام أمريكا بتجهيز مطار رميلان القريب من ريف الحسكة الشمالي الشرقي، في مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية – بحسب ما نقلت وسائل إعلام مختلفة وأن المطار بات شبه جاهز لاستخدامه من قبل الطائرات الأمريكية يدخل المنطقة لحمى الصراع غير المسبوق بين التحالف الأمريكي والوجود الروسي في سورية بطلب من الحكومة السورية، مطار رميلان سيكون مقراً للمستشارين الأمريكيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل شهر تقريباً وذلك بحسب تقارير صحفية.
لذلك اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد دخول أي قوات أجنبية سواء كانت أمريكية أو تركية غزواً لسوريا، فقبل أسابيع قال الأسد في تصريح لقناة فينيكس الصينية: أن “أي قوات أجنبية تدخل سوريا دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية، سواء كانت أمريكية أو تركية أو أي قوات أخرى ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيداً”.
حيث أن هدف أمريكا من القاعدة الجوية التي تحاول أن تأسسها في الحسكة هو السعي لإسقاط الدولة السورية وإضعاف المفاوض السوري وفرض شروط أمريكية بعدما تمكنت القوات السورية من تحقيق انتصاراته وتغيير موازين القوى على الأرض لصالح الدولة السورية لاسيما بعد إنهاء معركة حلب.
أمريكا تساند الأكراد
ساندت الطائرات الحربية والمروحيات الأمريكية وحدات “حماية الشعب الكردي” خلال سيطرتها على المنطقة الممتدة من جزعة بريف اليعربية “تل كوجر” على الحدود السورية العراقية، وصولاً إلى سيطرتها على القسم الجنوبي والجنوبي الغربي من مدينة الحسكة وجبل عبد العزيز، مروراً بتل براك وتل حميس وتل تمر وريف رأس العين وعدة مناطق أخرى بريفي حلب والرقة، كما ساندت هذه الطائرات “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب الكردي” عماد قوتها، خلال سيطرتها على الهول وريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة ومناطق قرب ضفاف نهر الفرات بريف حلب الشمالي الشرقي .
فالولايات المتحدة الأمريكية تعمل على استغلال الورقة الكردية لاسيما “قوات سوريا الديمقراطية” التي تدعمها وتدرب أفرادها في تركيا لتمرير مخططها وتثبيت وجود قوات أمريكية من النخبة على الأرض السورية مكافئة للوجود الروسي ضمن عملية إحداث توازن على الأرض يحقق لأمريكا أهدافها في أيّة مفاوضات تجري بين الحكومة السورية والمعارضة السورية المدعومة من قبل دول التحالف الأمريكي.
أمريكا وبريطانيا في الجنوب السوري
ذكرت مصادر لصحيفة الأخبار اللبنانية أن الأردن وبريطانيا وأمريكا سيشكلون قوات جديدة في الجنوب السوري تحت اسم “قوات درع اليرموك” وأن أولى خطوات هذه القوات ستكون التقدم باتجاه محطة البترول الثانية جنوب “البوكمال” حيث ستسيطر على الطرقات التي تصل بين البوكمال وجنوب الميادين والتي تشكل عقدة أنابيب نفطية في منطقة المحطة الثانية، وقد تشمل قطع الطريق بين دير الزور والعراق، وذلك توافقاً مع الحملة التي يشنها التحالف مع “قوات سورية الديمقراطية” في الرقة وشمال غربي دير الزور وبذلك يتم تطويق دير الزور بالكامل”.
وبيّن المصدر أن غرفة جديدة لعمليات الفصائل المعارضة جرى إعدادها في منطقة المزيريب، بمشاركة ضبّاط أجانب، ويرأس الغرفة إبراهيم الغوراني قائد فرقة الحق المدعومة أردنيّاً، والذي تسلّم إلى جانب غيره من الفصائل أسلحة جديدة وآليات تحضيراً للمعركة المقبلة ضدّ تنظيم “داعش”.
خرق أمريكا للأراضي السورية وإقامة قواعد أمريكية شرقي سوريا يأتي ضمن مخطط يهدف لتقسيم سوريا شرقاً وجنوباً، وذلك بمساهمة دول كبرى كأمريكا، بريطانيا، تركيا والأردن، فهل ستكون عملية “درع اليرموك” أولى خطوات التقسيم الذي عجزت عنه الدول الكبرى منذ بداية الحرب على سوريا؟