خاص|| أثر برس أكّد المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” آرام حنّا، أمس الجمعة أن “قسد” أوقفت جميع عمليات التعاون والتنسيق مع “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لتعلن القيادة المركزية الأمريكية فيما بعد أنها أوقفت عملياتها مع “قسد” ضد “داعش”.
وقت مستقطع:
الإعلان الأمريكي ترافق مع تأكيد على أن واشنطن أوقفت التعاون بشكلٍ مؤقت، حيث أشارت إلى أنها ستبقى ملتزمة بعمليات محاربة تنظيم “داعش” في المستقبل، ليرافق الإعلان الأمريكي توضيحاً من قِبل المسؤول الكردي محمود برخدان، الذي قال: “اضطررنا إلى وقف العمليات ضد خلايا داعش لأيام عدة، لكننا اليوم بدأنا بإعداد جدول جديد للبدء بعمليات ملاحقة داعش بالتنسيق والاشتراك مع التحالف اعتباراً من يوم السبت”، وفقاً لما نقلته وكالة “باسنيوز” الكردية.
واشنطن تجد بـ”قسد” أفضل الخيارات المتاحة لها في سوريا الآن:
تؤكد الأحداث أن الولايات المتحدة الأمريكية تجد “قسد” أنها أفضل قوة يمكن التعاون معها في سوريا، وذلك بالنظر إلى مشروعها الفيدرالي والذي يتناسب مع المشروع والأهداف الأمريكية، وفي هذا الصدد أكّد الخبير في الشؤون الكردية الدكتور فريد سعدون في حديثٍ لـ”أثر” أنه “من المستحيل أن تتوقف قسد عن التعاون مع الأمريكيين فهي بذلك تتخلى عمن يدعمها ويقدم لها تغطية جوية، وكذلك الأمريكان لا يمكن أن يتخلوا عن قسد فهي القوة الوحيدة على الأرض التي يتعاون معها الأمريكان بشكلٍ مستمر ومن دون أي مطالب كبيرة على واشنطن”، لافتاً إلى أن “الأمريكيين جرّبوا سابقاً مجموعة من الفصائل ودربوها بريف حلب الشمالي وسلّحوها وقدموا لها تمويلٍ كافٍ ولكنهم فشلوا، فأمريكا وصلت إلى نتيجة مفادها أن القوة الوحيدة التي يمكن أن تعتمد عليها على الأرض هي قسد لذلك لن تتخلى عنها”.
وفي محاولة لتوضيح هذه التصريحات وخلفياتها، أشار الدكتور سعدون إلى أننا أمام ما وصفه بـ “وقت مستقطع” في محاولات التواصل إلى صيغة حل أو توافقات أو تفاهمات بين “قسد” وتركيا عن طريق الأمريكان لافتاً إلى أن “الأمريكيين لا يريدون أن يخسروا تركيا ولا يريدون أن يخسروا قسد وهم يبحثون عن حلول وسط بما يرضي الطرفين دون أن يتخلوا عن قسد أو يتخلوا عن الأمريكان، لذلك هذه أمور وقتية ولحظية فقط لمجرد استخدامها كورقة ضغط”.
خشية أمريكية من استغلال روسيا للموقف:
الحرص الأمريكي بعدم التخلي عن “قسد” خلال هذه المرحلة، ظهر في حديثٍ منسق خلال الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي، لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، تعقيباً على هذه التصريحات، حيث قال: “من دواعي قلقنا الآن أن العمليات التركية في شمال سوريا يمكن أن يكون لها تأثير على قوات سوريا الديمقراطية ويمكن أن تؤثر على قواتنا والقدرة على البقاء في شراكة معهم على أساس يومي”.
وأعرب كيربي، عن تخوّف واشنطن من أن تكون أي عملية تخفيض التنسيق بينها وبين “قسد” تصب في صالح موسكو ودمشق، حيث قال: “يحاول الروس الاستفادة من الانقسامات الداخلية من أي عدد من الجهات الفاعلة لدعم الدولة السورية” مشيراً إلى أن هذه الانقسامات ظهرت بشكلٍ خاص في الأسابيع الأخيرة عندما شنت تركيا “عملية السيف المخلب”، حيث شنت مئات الضربات ضد أهداف يشتبه في أن لها صلات بـ”حزب العمال الكردستاني”، الذي يعتبر المكوّن الأساسي لـ”قسد” في شمال سوريا والعراق.
تأتي هذه المستجدات في الوقت الذي تشدد فيه أنقرة على شن عملية عسكرية شمالي سوريا، ضد “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” -حليفة واشنطن- وتشدد “قسد” بدورها أن الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانها وقف العملية التركية، لافتة إلى وجود شكوك حول حقيقة وجديّة الموقف الأمريكي من العملية، حيث نقلت سابقاً وكالة “وريترز” عن القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، تأكيده على أن “قسد تأخذ التهديدات التركية على محمل الجد بالرغم من التطمينات الأمريكية”، كما أكّد خلال لقاءٍ أجراه مع قناة “روسيا اليوم” تعقيباً على المواقع التي استهدفتها تركيا والتي ألحقت أضراراً عديدة بالبنى التحتية، أنه “لو كان الموقف الأمريكي أكثر وضوحاً لما تمكنت أنقرة من تنفيذ هذه الاستهدافات”.
تشير التحليلات إلى أن واشنطن لا تتمكن هذه المرة من وقف هذه العملية التركية، بسبب المستجدات التي طرأت على الساحة الدولية بعد حرب أوكرانيا، حيث باتت كل من روسيا وأمريكا يعملون على كسب تركيا إلى طرفهم، وفي هذا الصدد أكّد المسؤول في “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” الذي يمثّل الذراع السياسي لـ”قسد” سيهانوك ديبو في حديثٍ لـ”أثر”: “طبيعة المرحلة الانتقالية هي لصالح تركيا حتى هذه اللحظة، فأنقرة تستثمر في هذه التناقضات”، مؤكداً أن العملية البرية التركية لا يمكن أن تتم بدون ضوء أخضر أمريكي وروسي، أو أحدهما على الأقل.
زهراء سرحان