بعد مرور نحو خمسة أشهر على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه يرغب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بأسرع وقت ممكن، يبدو أنه وافق الآن على استراتيجية مختلفة كلياً.
إذ أوضح جيمس جفريس الذي تم تعيينه مؤخراً “مندوباً للتعامل مع الوضع في سوريا”، قائلاً: “لسنا على عجل من أمرنا للخروج من سوريا، وإنني على ثقة بأن الرئيس يتفق معي على ذلك”، بحسب ما أفاد موقع “i24” العبري.
إلى ذلك، صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، جوزيف دانفورد، أمس بأنه يدير “حوارات تقليدية” مع الرئيس ترامب حول الإمكانية العسكرية في سوريا.
وأضاف دانفورد في حديث له مع وكالة “رويترز” للأنباء: “أردنا التحقق من موقفنا في حال تم استخدام سلاح كيماوي في سوريا، ويتوقع الرئيس أن تطرأ الحاجة لإمكانية عسكرية، وعليه فنحن نوفر له آخر المعلومات حول الأحداث التي قد تؤدي إلى خلق ظروف لإمكانية عسكرية”.
وتأتي تلك التطورات بالتوازي مع الإعلان عن تشكيل “قيادة ذاتية” لكافة المكونات الكردية في شمال شرق سوريا بعد خلافات دامت لأشهر فيما بينها، حول تشكيل تلك القيادة (بحسب ما أفادت قناة روسيا اليوم)، وتزامن ذلك مع تغير سلوك “قوات سوريا الديمقراطية” في التعاون مع القوات السورية وهو ما ترجم بالاشتباكات التي جرت أول أمس بعد منع “الأسايش” دخول دورية أمنية تتبع للقوات السورية إلى بعض أحياء القامشلي ونتج عنها ضحايا وجرحى.
وأكد تلك التصريحات السياسية ما تحدثت عنه عدة تقارير إعلامية حول قيام القوات الأمريكية بتعزيز تواجدها العسكري في مناطق شمال شرق سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية.
يذكر أن الكيان الإسرائيلي قد طالب مراراً وتكراراً القوات الأمريكية بعدم الخروج من سوريا بهدف إبقاء حالة الفوضى في البلاد التي تصب في مصلحته وتساعده على الاستمرار بضرباته الجوية التي باتت شبه روتينية.