أثر برس

على غرار عفرين.. مصادر لـ “أثر برس”: أمريكا تواصل سرقة وتهريب الآثار من منبج

by Athr Press B

خاص || أثر برس كشفت مصادر أهلية خاصة لـ “أثر برس”، أن القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة منبج بريف حلب الشرقي، نفّذت منذ دخولها إلى المنطقة قبل نحو ثلاثة أعوام، عمليات تنقيب وسرقة ممنهجة للآثار التي تشتهر بها المنطقة، وبمساعدة مباشرة من مسلحي “قسد” المدعومين من قبلها، مشيرةً إلى أن عمليات التنقيب غير الشرعي ما تزال مستمرة حتى الآن.

وبينت المصادر أن عناصر من القوات الأمريكية، إلى جانب خبراء آثار أمريكيين، لا يزالون ينفذون عمليات حفر بطريقة مدروسة في محيط مدينة منبج للوصول إلى المزيد من الآثار الموجودة في المنطقة.

فيما يشارك مسلحون من “قسد” في عمليات الحفر، حيث أوضحت المصادر أن معظم عمليات التنقيب تتم بواسطة معدات تقليدية، “معاول وفؤوس ومجارف” يدوية، دون الاعتماد على الآليات الثقيلة، خوفاً من تضرر الآثار التي قد تكون موجودة في مواقع الحفر.

تنقيب أمريكي في منبج

وحسب ما ورد من معلومات، فإن الخبراء الأمريكيين، جددوا عمليات الحفر والتنقيب التي بدؤوا بها قبل أشهر، في مواقع “جبل أم السرج” و”مقبرة البيزنطيين” الواقعة في محيط المدينة مقابل حي “الصناعة”.

حيث يعمل الأمريكيون على نقل كل ما يتم استخراجه من آثار بشكل مباشر إلى قواعدهم العسكرية المنتشرة في أنحاء مختلفة من منطقة منبج.

وأضافت المصادر أن من بين المواقع التي تتعرض للحفر والتنقيب، محيط وداخل قلعة “نجم”، و”حمّام منبج” الأثري، ومعبد “هيروبوليس” الذي يعد من أقدم المعابد الموجودة في ريف حلب بشكل عام.

كما بينت المصادر أن عمليات التنقيب التي يجريها الخبراء الأمريكيون تتم وسط حراسة مشددة من مسلحي “قسد” وعناصر القوات الأمريكية الذين ينقلون كل ما يتم اكتشافه أولاً بأول إلى قواعدهم العسكرية.

صورة لأثر تم استخراجه من منبج

صورة لأثر تم استخراجه من منبج

وفصّلت مصادر “أثر برس”، بالقول: إن “عمليات الحفر والتنقيب من قبل الأمريكيين وقسد ليست وليدة الفترة الحالية، حيث كانت قد بدأت منذ اللحظة الأولى لسيطرتهم على منبج بعد طرد مسلحي داعش منها.

حيث تواصلت عمليات الحفر منذ ذلك الحين وكانت تتم عبر آليات ومعدات ثقيلة متطورة، وتخللها تمكن الأمريكيين من استخراج كميات كبيرة من الآثار التاريخية الهامة التي تم نقلها أمام أعيننا إلى قواعد “التحالف” في ريف منبج، ومن بين هذه الآثار حصيرة فسيفسائية نادرة ومصوغات ذهبية وتماثيل ومجسمات تعود إلى أقدم عصور التاريخ”.

وكشفت المصادر أن الأمريكيين عملوا على تمويه عمليات السرقة، لإظهار أنهم ينقّبون عن الآثار لخدمة الأهالي، من خلال قيامهم بنقل كميات محدودة من الآثار التي يتم اكتشافها إلى متحف منبج لإسكات السكان المحليين وتحويل أنظارهم عن الكميات الكبيرة من الآثار التي تتم سرقتها، وبتعاون مطلق مع مسلحي “قوات سوريا الديمقراطية”.

ولم ترد أي معلومات مؤكدة لـ “أثر برس” حول مصير الآثار المسروقة التي نُقلت إلى القواعد الأمريكية، وما إذا كان تم تهريبها خارج الأراضي السورية أم لا، حيث أشارت المصادر إلى أن ما يتم تداوله يفيد بأن الأمريكيين نقلوا كميات كبيرة من الآثار إلى خارج سورية عبر تهريبها ضمن طائرات تابعة لـ”التحالف الدولي”، إلا أن المصادر لم تؤكد “صحة هذه المعلومات من عدمها”.

وفي نفس السياق، أردفت المصادر كلامها مشيرة إلى أن عمليات التنقيب غير الشرعي وسرقة الآثار، ليست أمراً غير مسبوق في منطقة منبج، منوهةً بأن المنطقة كانت شهدت عمليات مماثلة ولكن بطريقة عشوائية وغير منظمة نفّذها مسلحو تنظيم “داعش”، خلال فترة سيطرتهم على المنطقة، حيث نفّذ مسلحو التنظيم آنذاك عمليات حفر جائر وتجريف بالجملة للمواقع الأثرية في أنحاء متفرقة من منبج، وتمكنوا خلالها من سرقة كميات كبيرة من الآثار وتهريبها خارج البلاد.

منبج على غرار عفرين

ويتطابق سيناريو نهب الآثار الذي تنفذه أمريكا في منبج، مع ما نفذته وتنفّذه القوات التركية في منطقة عفرين التي ما تزال تشهد استمراراً في عمليات التنقيب وسرقة الآثار الهامة من مختلف المواقع الأثرية منذ أشهر طويلة.

إذ أفادت مصادر “أثر برس” في وقت سابق، بتسجيل عشرات عمليات التنقيب وسرقة وتهريب الآثار التي استخرجها الخبراء الأتراك من مناطق مختلفة في عفرين كـ “النبي هوري” و”براد” و”عين دارة”.

يشار إلى أن منطقة منبج تعتبر من أقدم المناطق في ريف حلب الشرقي، حيث يعود تاريخها إلى ما يزيد عن /4000/ عام، وتضم بين جنباتها عشرات المواقع الأثرية الهامة التي تعود إلى العصور الرومانية والحثية.

فيما تعرضت العديد من تلك المواقع للتخريب نتيجة عمليات التنقيب غير الشرعي، وخاصة الواقعة منها في جبل “أم السرج” جنوب المدينة، والذي يحتوي على أهم المعالم التاريخية في المنطقة.

جدير بالذكر، أن منطقة منبج في ريف حلب الشرقي، كانت شهدت دخول الفصائل المسلحة إليها في عام 2012، قبل أن يتمكن تنظيم “داعش” من السيطرة عليها خلال عام 2014، في حين تمكن مسلحو “قوات سوريا الديمقراطية” من اقتحام المنطقة والسيطرة عليها بعد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم جرت بدعم مباشر وتحت غطاء جوي مكثف من قبل قوات “التحالف الدولي” الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً