أفادت مصادر لوكالة “بلومبيرغ” بأن تركيا ألمحت إلى أنها قد تقدم تنازلات لواشنطن بشأن أنظمة “إس-400” للدفاع الجوي التي اشترتها من روسيا، مقابل الحد من الدعم الأمريكي للأكراد.
ونقلت “بلومبيرغ” عن مسؤولين تركيين طلباً عدم ذكر اسميهما، القول إن الحكومة التركية مستعدة لتقديم تنازلات، مثل استخدام أنظمة “إس-400” الروسية على نطاق محدود، وذلك لأنها تسعى لضمان توريدات قطع الغيار لأنظمة الأسلحة الأمريكية الصنع الموجودة لديها، وتجنب الأضرار الاقتصادية.
وأضاف المسؤولان أن أنقرة تسعى أيضاً لمنع واشنطن من زيادة الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.
وفي سياق متصل تحدث وزير الدفاع التركي خلوص آكار في تصريح لصحيفة “حريت” يوم الثلاثاء، حول إمكانية الاعتماد على النموذج اليوناني لتسوية الخلافات بشأن “إس-400″، في إشارة إلى أن قبرص اشترت في حينها أنظمة “إس-300” الروسية للصواريخ، وتم الاتفاق على نشرها في جزيرة كريت اليونانية لتفادي التوترات بالمنطقة، وفي وقت لاحق تم تسليم الأنظمة الروسية لليونان، التي تعتبر عضواً في حلف الناتو، مثل تركيا.
وقال آكار في المقابلة مع الصحيفة: “قلنا إننا منفتحون على التفاوض، ونحن لا نعتزم استخدامها دائماً، وهذه الأنظمة تستخدم حسب الوضع مع المخاطر، ونحن أصحاب القرار في هذا الشأن”.
يذكر أن شراء تركيا لأنظمة “إس-400” الروسية للدفاع الجوي تسبب بتوترات بين أنقرة وواشنطن، واستبعاد تركيا من البرنامج الأمريكي الخاص بمقاتلات “إف-35” الحديثة، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب شرائها الأنظمة الروسية.
وكان السفير الأمريكي لدى تركيا، ديفيد ساترفيلد، قد أكد في حديث لوسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي، أن موقف واشنطن بشأن التعامل مع القوات الكردية في سوريا لم يتغير، وأن على تركيا التخلي عن أنظمة “إس-400” الروسية في حال كانت ترغب برفع العقوبات الأمريكية.
وتريد الولايات المتحدة من تركيا إيقاف تشغيل صواريخ “S-400” التي صُنعت في الأصل لاستهداف معدات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وحصلت عليها أنقرة في حزيران 2019.
وردت الولايات المتحدة على شراء أنقرة لمنظومات “S-400” بتعليق مشاركة تركيا في برنامج الطائرات المقاتلة “F-35” والعقوبات الاقتصادية التي أثرت بشكل ملموس على الاقتصاد التركي.