وسط الانزعاج الذي أبدته الأوساط السياسية التابعة للسلطات التركية من تصريحات الرئيس بشار الأسد، عن التقارب بين دمشق وأنقرة، أكدت تسريبات صحفية أن موسكو لم تمارس أي ضغوط على سوريا لتقديم تنازلات لتركيا، في مسار التقارب السوري- التركي.
ونقلت قناة “الميادين” عن أوساط سورية مطلعة على تفاصيل زيارة الرئيس الأسد، تأكيدها أن “موسكو لم تمارس أي ضغوط على دمشق للتنازل عن حقوقها وشروطها”.
وأضافت المصادر أنه “يبدو أن لدى الرئيس بوتين، بالاتفاق مع شركائه الإيرانيين، أفكار وخطط يقدّمونها لأصدقائهم الأتراك، ستدفع أنقرة إلى التعجيل في إجراء خطوات عملية على الأرض، تتزامن مع تعهّدات مكتوبة تصل إلى مستوى الاتفاقيّات بين الدولتين” مرجّحة أن هذه الاتفاقيات قد تحصل قبل منتصف نيسان المقبل، مشيرة إلى أنه “ليس لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أيّ أوراق إضافية أو جديدة يلعب بها على الأرض السورية، ودمشق تدرك هذا جيّداً، وهي مستعدة لكلّ الاحتمالات”.
وكان الرئيس الأسد، قد قال في لقاء أجراه مع وكالة “نوفوستي” الروسية في زيارته إلى روسيا: “بالنسبة للقاء مع الرئيس أردوغان فهذا مرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح ومن دون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب في سوريا، هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن يكون هناك لقاء بيني وبين الرئيس أردوغان، عدا عن ذلك ما هي قيمة هذا اللقاء ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟”.
وسبق أن انتقد عضو المجلس التنفيذي المركزي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، أورهان ميري أوغلو، تصريح الرئيس الأسد، بهذا الشأن، حيث قال في لقاء أجراه مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: “إن شروط الرئيس الأسد بشأن اللقاء مع إردوغان غير مناسبة لتطبيع العلاقات بين البلدين، مستبعداً عقد لقاء بينهما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقررة في 14 أيار المقبل”، معتبراً أن مطالبة الرئيس الأسد، تركيا بالانسحاب الكامل من سوريا يعني “رفع سقف المطالب” حيث قال: “إن الرئيس الأسد يطالب تركيا بالانسحاب من الأراضي السورية كشرط لتطبيع العلاقات مع تركيا، لكن لا يجوز رفع سقف المطالب في العلاقات الدبلوماسية مع بداية المحادثات في حال كانت الأطراف المتفاوضة تنوي المصالحة والتفاهم وإيجاد حلٍ للخلافات”.
يشار إلى أنه منذ انطلاق مسار التقارب السوري- التركي في تموز الفائت بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى سوريا وتركيا، بدت دمشق أنها ليست في عجلة من أمرها لتنفيذ هذا المسار، مشددة على أنها ليست بصدد تقديم أي تنازلات لتركيا فيما يتعلق بمطالبها المرتبطة بالانسحاب العسكري التركي الكامل من أراضيها ووقف دعم الفصائل المسلحة.