أجرى مدير المخابرات اللبناني اللواء عباس إبراهيم وساطةً بين دمشق وواشنطن بشأن الصحافي الأمريكي “أوستن تايس”، الذي تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية “أنه اختفى في سوريا قبل عشر سنوات”، بحسب مانقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
ووفقاً للصحيفة: “إن اللواء عباس إبراهيم سبق له أن توسط خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وجدد الوساطة في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، لكن اللافت أن رد دمشق لم يتغير كثيراً: لا تفاوض حول تايس قبل الانسحاب الأمريكي وتفكيك قاعدة التنف ورفع العقوبات”، معتبرةً “أن الشيء الجديد حالياً، أن دمشق قررت الخروج إلى العلن”.
حيث جاء في بيان الخارجية السورية، في آب الجاري، رداً على اختفاء تايس: “تنفي حكومة الجمهورية العربية السورية أن تكون قد اختطفت أو أخفت أي مواطنٍ أمريكي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية، وتشدد على حقيقة التزامها المطلق بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية”، مشيرةً إلى أن الإدارة الأمريكية تقوم بتشجيع مواطنيها على السفر إلى سوريا والدخول إلى أراضيها دون إذنٍ من حكومتها وبشكلٍ غير شرعي، عبر معابر حدودية غير نظامية أو بالتسلل إلى مناطق خارجة عن سيطرة الدولة السورية، تخرق اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية وأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وعلّقت الولايات المتحدة الأمريكية حينها على بيان وزارة الخارجية السورية الذي أكد أنه لا معلومات لديها حول الصحافي الأمريكي الذي اختفى في سوريا “أوستن تايس”، بأن واشنطن لا تزال تعتقد أن تايس موجود لدى الدولة السورية.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكي “نيد براس”، قد قال خلال مؤتمر صحفي: “إن رأي واشنطن في الموقف السوري تجاه الصحافي الأمريكي المحتجز أوستن تايس لم يتغير”، معتبراً أن الحكومة السورية لا تزال أمام فرصة لإطلاق سراح “تايس”، مشيراً إلى أن “الإدارة الأمريكية تحاورت بشكل مباشر مع الدولة السورية لمحاولة إعادة أوستن إلى بلاده، فيما تؤكد الدولة السورية أنه لا معلومات لديها حول تايس وغيره من المختفين الأمريكيين”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد طالب الحكومة السورية في العاشر من آب الجاري، الحكومة السورية بالإفراج عن الصحافي الأمريكي “أوستن تايس”، زاعماً أنه “نعلم على وجه اليقين أن الصحافي الأمريكي أوستن تايس كان محتجزاً من قبل الحكومة السورية”.
وسبق أن لجأت واشنطن إلى العديد من المحاولات للتواصل مع الدولة السورية بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر إدخال وسطاء من دول عربية، وكان أبرز هذه المحاولات عام 2020 عندما تم الإعلان عن زيارة قام بها وفد أمريكي إلى دمشق للتفاوض بشأن الأمريكيين المختفيين في سوريا وعلى رأسهم الصحافي أوستن تايس، دون أن يُثمر عنها أي نجاح بالنسبة للإدارة الأمريكية، حيث اشترطت دمشق الانسحاب الأمريكي الكامل من سوريا قبل إجراء أي تفاوض مع واشنطن، ومحاولة أخرى جرت عام 2017 عندما اتصل مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك مايك بومبيو، بمدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، لكن تعطلت حينها الاتصالات بعد الضربات الصاروخية الأمريكية ضد أهداف عسكرية في سوريا، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
يشار إلى أن أوستن تايس، هو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، واختفى في سوريا عام 2012، حيث أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن مسؤولين أمريكيين سابقين تجاهلوا ملف تايس، مما أثار تساؤلات حول سبب ذهابه إلى سوريا.
أثر برس