تحدث المبعوث الأمريكي السابق إلى شمالي شرق سوريا روبرت روباك، عن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة، مشيراً إلى أن واشنطن لا تؤيد إقامة “دولة كردية” ولا تعتقد أن إقامتها مقاربة بنّاءة.
وحول السياسة الأمريكية في سوريا، أفاد روباك، في مقابلة أجراها مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية بأن واشنطن ربطت وجودها في سوريا بعدة أهداف، وامتلكت عدداً من “الأوراق والأدوات” تشمل، أولاً: الوجود الأميركي المحدود في القسم الشرقي من شمال شرقي سوريا قرب ثروات النفط والغاز وحدود العراق، حيث يتراوح عدد القوات الأمريكية بين 500 و800 من جنود ومتعاقدين. أما ثاني الأدوات الأمريكية فيقتصر على دعم “قسد” وشركاء محليين بعددهم (100 ألف) وعدتهم، حيث يسيطرون على تلك المنطقة الاستراتيجية ومواردها وطرقها.
وتمثلت الورقة الثالثة بمواصلة “العقوبات الاقتصادية ضد الدولة السورية”، في حين نص رابعاً على توفير منصة نفوذ دبلوماسية دولية عبر “التحالف الدولي” ضد “داعش”، وأخيراً التأثير عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين وروسيا لمواجهته.
كما أكد روباك أن واشنطن اتبعت ما يسمى بـ”أدوات عرقلة”، لخصها بـ “وقف أو تبطيء” جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع دمشق، وكذلك وقف إعمار سوريا ومساهمة دول عربية وأوروبية في ذلك.
وإلى جانب هذه الأدوات، أكد روباك وجود “أدوات ضغط”، تشمل الغارات الإسرائيلية للضغط على الدولة السورية، والوجود التركي في شمال غربي سوريا لمنع سيطرة الدولة عليها، وفق ما نقلته الصحيفة.
وأمام جميع هذه الأدوات وأهداف واشنطن، قال روباك: “إن فريق الرئيس بايدن يقوم بمراجعة السياسة للإجابة عن أمور محددة: هل سوريا أولوية للإدارة؟ هل أهدافنا لا تزال نفسها؟ هل لدينا أدوات لتحقيق الأهداف؟ ما هي التكلفة الإنسانية للسوريين إذا حافظنا على السياسة أو غيرناها؟ يضاف إلى ذلك، ما هي المحددات القانونية في أمريكا باعتبار أن قانون قيصر الذي يفرض عقوبات لا ترفع إلا بشروط معينة، صدر من الكونغرس بموافقة الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وبالنسبة إلى أولوية الحفاظ على هزيمة داعش شرق سوريا، يمكن لأمريكا أن تحققها عبر دعم الاستمرار في الوضع الراهن وما يسمى بالجمود الممدد، مع الحفاظ على الوجود العسكري وهو استثمار كبير بتكلفة قليلة غير ضاغطة على واشنطن”.
وتابع روباك “ليست هناك عجلة في الإجابة عن الأسئلة، فريق بايدن، لديه الوقت الكافي للوصول إلى سياسة والإجابة عن الأسئلة وإلى حين ذلك، قد تتجه الأمور إلى الإبقاء على الوضع الراهن عبر توفير الدعم لـ”قسد” مع إجراء بعض التغييرات، التي قد تشمل إلغاء قانون تجميد الأموال المخصصة لـ”دعم الاستقرار” شرق سوريا، وكذلك إعادة تعريف الاستقرار، لأن التعريف القانوني الأمريكي السابق عرقل كثيراً من وسائل الدعم. مثلاً بالإمكان المساهمة بترميم مدرسة لكن لا يمكن بناء مدرسة. فضلاً عن الذهاب إلى الحلفاء الدوليين والإقليميين للتشاور معهم إزاء الأسئلة قبل إعلان السياسة والتغييرات”.
وفي إطار إجابته عن السياسة المتوقعة في سوريا، اعتبر روباك: “سوريا كبيرة جداً في موقع مهم تجاور دولاً حليفة لنا، نريد حكومة فاعلة لا تسمح بوجود جيوب أو مناطق يعمل فيها داعش ويخطط لهجمات أو أشياء خطرة ضد مصالحنا”، مضيفاً “من السهل الاستمرار بالسياسة الأمريكية في المدى المنظور، لكن قدوم إدارة أمريكية جديدة يعطي فرصة في واشنطن، لإعادة تقييم سياستنا إزاء سوريا والتشاور مع حلفاء أمريكا إزاء الخطوات المقبل”.
وحول احتمال الاعتراف بـ”دولة كردية” شمالي سوريا قال: “هذه ليست دولة، هي غير مستقرة، إنها إجراءات مؤقتة لمحاربة داعش، والوجود الأمريكي مهم، كي تستمر هذه الإجراءات لكن الترتيبات ليست دائمة دون الوجود العسكري الأمريكي، لا مخاطر على وجودنا ولا انسحاب أميركياً في الأشهر الثلاثة المقبلة والمدى المنظور، لكن لن نبقى إلى الأبد في شمال شرقي سوريا”.