يبدو أن التطمينات الأوروبية التي رافقت المحادثات الإيرانية – الأمريكية الأخيرة غير المباشرة بشأن إحياء الاتّفاق النووي خلال أيلول الجاري، كانت غير دقيقة، رغم أن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، المنسق بين الطرفين، كانت تصريحاته إيجابيّة بهذا الخصوص.
حيث ثمّة تطورات بعد الرد الأمريكي على مقترحات إيران في الرابع والعشرين من آب الماضي، ولا سيما أن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أعلن حينها “أن واشنطن تعتبر قرار إيران بتقديم بعض التنازلات هو خطوة إيجابية في المفاوضات للعودة إلى خطة العمل الشاملة”.
وتبعها إرسال أجوبة إيرانية نهائية بشأن الرد الأمريكي على مسودة الاتّفاق، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، أعلن بشكل مفاجئ “أن الرد الأخير الذي قدمته طهران ليس بنّاء”، كما أكد مسؤول أمريكي رفيع لصحيفة “بوليتيكو”: “نحن ندرس رد إيران، لكن خلاصة القول هي أنه ليس مشجعاً على الإطلاق”.
وجاء ذلك بالتزامن مع تحركات كثيفة للمسؤولين “الإسرائيليين” إلى واشنطن، في وقت تتشابك فيه مباحثات الاتفاق النووي الإيراني مع مسألة ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، وفي هذا الصدد يشير موقع “الميادين نت” إلى أن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” يتقدم بشكل متسارع، مضيفاً: “إن “إسرائيل” سوف توافق على مطالب لبنان كما تسلمها الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، فتربح أولاً الهدوء وعدم التصعيد في مواجهة حزب الله، وتربح ثانياً عرقلة ملف الاتفاق النووي مع إيران”.
وفيما أفاد موقع “والاه” العبري أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكّد لرئيس “الوزراء الإسرائيلي” يائير لابيد، في اتصال هاتفي، أهمية إنهاء مفاوضات الحدود البحرية بين “إسرائيل” ولبنان في الأسابيع المقبلة، نقل موقع “إكسيوس” الأمريكي عن مسؤول في البيت الأبيض أن هوكستين سيزور لبنان و”إسرائيل” الأسبوع المقبل.
وفي ظل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وأوروبا بطلب من “إسرائيل” لضمان عدم حصول عمل عسكري ضد المنشآت البحرية للكيان خلال فترة المفاوضات، تؤكد وسائل الإعلام العبرية أن مسؤولي “إسرائيل” سيكونون مخطئون إن اعتقدوا أن الحرب على وقع تهديدات حزب الله ستحصل لأيام معدودة.
أثر برس